عصام سليمان
بالعقل -وزراء "الريموت"!!
هل يكفي أن يقول وزير التعليم للجنة تطوير المناهج التي انعقدت في المدينة التعليمية بـ 6 أكتوبر وبمشاركة 150 استاذاً متخصصاً في المواد العلمية وطرق التدريس لاتخاذ قرار بتعديل أو تغيير مناهج العلوم والرياضيات في كل مراحل التعليم قبل الجامعي.. أنتم مسئولون أمام الشعب والرئيس الذي أمر بانطلاق عجلة التطوير؟!
وهل يكفي أن يشدد بأن توصياتهم في هذا المجال سوف تنفذ فوراً بناء علي النتائج التي سوف يتوصلون إليها دون تدخل من أحد؟!
الكلام في هذا الاتجاه يعني أن الوزير ينفض يده ويعلق المسئولية علي اللجنة وحدها.. ويتجاهل أن تطوير المناهج جزء من الإجراءات المطلوبة للانطلاق بالعملية التعليمية بالكامل وعلي النحو الذي نريده ونأمله.
أين انضباط المدارس والتزام المدرس بالشرح والتحضير للموضوع الذي يتناوله داخل الفصل وقيام المدير والناظر بالمتابعة وكذا المدرس الأول والموجه.. الخ من أمور شاهدناها وتربينا عليها في مدارس زمان عندما كان التعليم تعليماً بحق.. وعندما كان المدرس قدوة نخشاه ونهابه ونعمل له ألف حساب؟!
هل عقد الوزير لجاناً واجتماعات لبحث هذه الأوضاع؟!.. وهل ناقش اختفاء قاعات الأنشطة من المدارس بدليل تكدس الفصول بالتلاميذ علي حساب الملاعب التي كانت متاحة وقاعات الرسم والموسيقي وأنشطة الزراعة والتدبير المنزلي والمكتبة وغيرها من مجالات كانت موجودة يستفيد منها أولادنا وبناتنا وتساعد علي زيادة ارتباطهم بالمدرسة لأنها أنشطة ومجالات ترضي كل الأذواق وتساهم في تنمية المهارات واكتشاف المواهب ولا تجعل من المدارس مجرد مبان كئيبة للحفظ والتلقين فقط.. وبالتالي انهيار منظومة التعليم علي النحو الذي تعانيه الآن !!
وهل عقد الوزير لجاناً لبحث كيفية انضباط سلوك المدرسين وسلوك الطلاب وكذا مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية التي أصبحت صداعاً مزمناً للمجتمع كله؟!
وهل عقد الوزير لجاناً لمناقشة موضوع التعليم الفني الذي أصبح اسماً فقط ويحتاج إلي نقلة نوعية لتوفير الورش وأماكن التدريب ومواكبة المتغيرات الجديدة واحتياجات السوق دون الاكتفاء بالمناهج النظرية كما هو حادث الآن؟!
من نافلة القول أن نعيد إلي الأذهان أن دولا صناعية كبري اعتمدت علي التعليم الفني لتحقيق النقلة النوعية التي حققتها مثل ألمانيا واليابان.. فلماذا لا يكون لدي المسئولين عندنا مبادرات في هذا الاتجاه؟!
كنت أتمني من الوزير أن يراجع نص المادة "19" من الدستور الخاصة بالتعليم ويبحثها بشكل جدي.. فهي تضع النقاط علي الحروف فيما نحتاجه من التعليم.. وأن يعمل علي تفعيل هذا النص بكل تفاصيله علي أرض الواقع.. ولا يكتفي بتشكيل لجنة تطوير المناهج لأن الرئيس طالب بتشكيلها!!
المرحلة لا تحتاج إلي رجال يتحركون بالريموت.. لكنها تحتاج إلي أصحاب رؤي يقتحمون المشاكل مكتملة بجدية وحماس وبأفكار من خارج الصندوق ولا ينتظرون التوجيهات كل مرة!!.. فهل يفعلها الوزير؟!
أتمني.