عياد بركات
ويتجدد اللقاء- لولاها .. مَن يجرؤ؟!!
تبعث علي الارتياح أكثر مما تبعث علي الانزعاج. تلك الزوبعة التي حدثت بعد التصريحات التي أدلي بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لقناة أوربت وعمرو أديب. التي تدور حول التعامل الأبوي للرئيس مع أبنائه من الشباب. هادفاً للاحتواء بدلاً من الاصطدام مساء الإثنين الفائت الثاني من فبراير.
والزوبعة ـ في فنجان ـ تزعمها ثلاثة: "قعقاع.. ورداح. وشتام".. لا تحسبنها شراً. بل قد يكون فيها خيراً كثيراً. ذلك أن تلك الزوبعة أشعرتنا بأننا علي الطريق الصحيح!!
كيف؟!.. والإجابه أنه لولا ثورة يناير ما جرؤ أحد من أولئك أن يتفوه بكلمة نقد واحدة. وهم بالذات محسوبون علي نظام مبارك.. وإن كان لا وزن لهم في عهد مبارك ذاته.. منهم من المعارضين البُقيقي. "صوت وصورة". ومنهم سُكيتي "بالورقة والقلم".. وقد ارتفع صوت احتجاجهم من آن لآخر.. وهو وضع محمود لا مذموم.. إلا أن هناك خلافاً بين إبداء الرأي وبين أن تبدو المعارضة وكأنها تريد الحجر علي الرئيس.. وذلك ما هو مرفوض!!
حسنات ثورة 25 يناير. وشقيقتها 30 يونيه كثيرة. منها أنه لم يعد لرئيس الجمهورية ـ أياً كان ـ جوقة تتحدث باسمه. أو شلة تطبل له وتزمر. كما كنا في عصر مبارك. أو عصر الإخوان الذميم.. لا أعاده الله.
من حسنات الثورتين أنهما جعلتا السيادة للشعب. وليس لأحد آخر.. فالشعب هو السيد.. وقد أقر الرئيس بأنه خادم للشعب.. إلا أن بعض العقول مغلقة لا تريد أو لا تهضم ما استجد بعد ثورتين مباركتين.
من حسنات الثورتين أنهما جعلتا من الذين يقودوا الهتاف للرئيس أياً كان سابقاً. والآن هم الذين يرفعون أصابعهم للمعارضة. وإن كانت في غير محلها هذه المرة.
ومن حسنات ثورتينا أن الرئيس لم يعد إلاهاً. لا يخطئ. وإنما بشر يخطئ كما يخطئ البشر. ويصيب كما يصيبون.
والآن.. هل أخطأ الرئيس في مبادرته مع عمرو أديب؟!.. الرئيس رد علي ذلك أمس أثناء افتتاح مشروعات في 6 أكتوبر قائلاً: "دعوتي لـ10 شباب من الأولتراس للاطلاع علي نتائج التحقيق في قضية حادث بورسعيد. هدفها الاطلاع علي الحقائق التي تم التوصل إليها.. وأضاف: تم تحميل كلامي أكثر من اللازم. وأنه لا تدخل في شئون القضاء. ومصر دولة مؤسسات. ولا أحد يستطيع أن يتدخل في شئون القضاء. ما قلناه هو الاطلاع علي الحقائق التي تم التوصل إليها.
أضاف الرئيس: "عندما يكون هناك تجمهر من الممكن أن يؤذي نفسه. إذا لم يكن مسيطراً عليه".. انتهي تصريح الرئيس.
وبعد.. هل يستطيع أحد.. أي أحد أن يمنع لقاء الرئيس بالشباب أياً كان هؤلاء الشباب. ماداموا مصريين محترمين. لا يلجأون للعنف والتخريب. إنما الكلمة بالكلمة والحوار الهادف. للوصول إلي الحقائق؟!!
ويا أهل الإعلام والجعجعة بلا طحن.. ارحمونا!!