المساء
سامى عبد الفتاح
"السيدة نفيسة".. وأحداث الدفاع الجوي
قادتني المشيئة بالأمس إلي مسجد السيدة نفيسة "رضي الله عنها وعن آل البيت أجمعين" لأداء صلاة الجمعة وهي عادة أقوم بها بين الحين والآخر.. ولكن في هذه المرة كادت صلاة الجمعة تتحول إلي مأساة مثل كارثة سقوط أكثر من 20 ضحية أمام ستاد الدفاع الجوي.. وبسبب التدافع البشري غير المبرر. الذي يفقد خلاله الإنسان عقله. وتتملكه غريزة الفرار من عزرائيل. أو المغامرة غير المحسوبة. التي قد تودي بصاحبها إلي الهلاك.. وكان ذلك في منتصف خطبة إمام المسجد.. ورغم الحالة الروحانية التي كان عليها الجميع. والتركيز مع كلمات الإمام وموضوع الخطبة. حول أهمية "الكلمة" قيمتها في الخير. ومخاطرها مع الشر.. وفي لحظة انطلق العويل وصراخ في مصلي السيدات. وتصاعد بصورة خطيرة ومقلقة جداً.. والذي وصل إلي مسامع المصلين والإمام في المسجد. خاصة بعد أن تعالت أصوات بعض النساء "قنبلة.. قنبلة".. وفي لحظة اندفع رجال الشرطة إلي داخل مصلي النساء لاستطلاع الأمر. ولكنهم وجدوا أمامهم. علامات كارثة سوف تحصد عدداً من النساء والأطفال الذين بصحبتهم. بعد أن تملك الجميع الرعب وأرادوا الهروب بأرواحهم من الباب في نفس اللحظة. لولا حكمة رجال الشرطة الذين هدأوا من روع الجميع. ومنعوا هذا الاندفاع العشوائي. خاصة بعد أن اكتشف الجميع. أن سبب الصراخ في البداية كان من سيدة فزعها سقوط والدتها فاقدة النطق بجانبها. وظنت أنها ماتت. وتبين بعد ذلك أنها أصيبت بغيبوبة "والحمد لله".. ولكن مع وضوح الصورة بين السيدات القريبات من الموقف. إلا أن إحداهن صرخت عن عمد "قنبلة.. قنبلة". مما آثار هذا الفزع العام. والذي كان سيؤدي إلي كارثة وضحايا. لأن تلك السيدة لم تكن موجودة في المسجد لتصلي. ولكنها مندسة لتبث الرعب والهرج والمرج. بدليل أنها اطلقت صرختها. وكانت أول من هرب من الباب.
والحمد لله. ختمنا صلاة الجمعة علي خير. ولكني تذكرت أحداث ستاد الدفاع الجوي. وسقوط أكثر من 20 ضحية نتيجة التدافع وغياب الحكمة من الجميع. واندساس من يدفعون الناس إلي المهالك. فيقتلون القتيل. ويمشون في جنازته. ويتباكون ويستثمرون أحزان أسر الضحايا أسوأ وألعن استثمار. ويقدمون المتهم الجاهز دائماً. وهم رجال الشرطة الشرفاء. الذين يقدمون كل يوم ضحية وضحايا والذين كان لهم دور محمود في مسجد السيدة نفيسة. يستحقون الشكر عليه والثناء.. ولكن كل هم الخبثاء والملاعين أن يدمروا العلاقة الأصيلة بين الشعب والشرطة.. والحمد لله الذي لطف بعباده في هذا الموقف الذي كان عصيباً جداً ومرعباً للغاية.. وليتنا نتعلم من هذه الدروس "بأن من بيننا من يتمني هلاكنا".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف