المساء
طارق مراد
مونديال قطر وصمة عار
مازالت الأحداث المتلاحقة تطارد مهزلة تنظيم قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في الأيام الأخيرة والتي بدأت بسحب كأس العالم للقارات المقرر لها عام 2021 من قطر خوفاً من الارتفاع الشديد لدرجه الحرارة وقبلها محاولة الاتحاد الدولي "الفيفا" تغيير موعد المونديال ليقام لأول مرة في تاريخه بفصل الشتاء هربا من نار جهنم التي يتسم بها الطقس القطري واعتراض الاندية العالمية بالدوريات الاوروبية علي هذا الموعد المقترح كونه سوف يتسبب في اصابتهم بخسائر مادية بمئات الملايين من الدولارات لتعارض موعد اقامة المونديال في شهري نوفمبر وديسمبر علي الدوريات المحلية ومسابقات الاتحاد الاوروبي ونفس المشكلة تواجه الاتحاد الياباني لكرة القدم وأبدي الكاف تحفظه أيضا خوفاً من عدم امكانية إقامة كأس الأمم الأفريقية عام 23 حيث اعترضت بشدة غينيا الدولة المرشحة لتنظيمها وصولاً إلي كارثة احتجاج المنظمات العالمية علي سوء الاوضاع الانسانية والمعيشية التي يعاني فيها العمال الذين يقومون بانشاء استادات المونديال والتي تؤدي كما أكدت تقارير هذه المنظمات لوفاة عامل بمعدل كل يومين بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونظام السخرة والذي أعاد للاذهان عصر العبودية ونحن في القرن الحادي والعشرين.. ولعل تلك الصورة القاتمة لمونديال قطر وتأكيد وسائل الإعلام العالمية وجود شبهات ووقائع فساد ارتكبها الفيفا برئاسة بلاتر الرئيس الحالي وكانت وراء اسناد المونديال لقطر وهذا الواقع المؤسف يذكر أن ما إرتكبه هذا الثعلب السويسري العجوز يعد وصمة عار في جبينه وسوف تلاحقه اللعنات دائما لاقدامه علي ارتكاب تلك الجريمة في حق الساحرة المستديرة باسناد أهم تجمع لها بل وأهم حدث رياضي علي الاطلاق في العالم لبلد صغير مساحة وسكانا في حجم قطر لا تاريخ له في اللعبة.. ولا يمتلك بنية أساسية جاهزة ولا جماهير حيث أن مجموع سكانه كاملا لا يملأ استاد كرة قدم يسع "100" ألف متفرج ويسبق تلك المهزلة الارتفاع الشديد للرطوبة والحرارة والذي من شأنه أن يجعل اللاعب ينهار بدنيا بعد شوط علي الاكثر وتكون المحصلة النهائية مونديال هزيل بلا جماهير وبلا اداء ومهارات لفنون معشوقة الملايين.
وأعتقد أن الخلاص الوحيد لبلدان العالم من كارثة مونديال قطر خاصة بعد قيام بلاتر زعيم الفساد في الفيفا ومن تواطأوا معه في التعتيم علي التحقيقات التي تمت للكشف عن قضايا الرشاوي التي جعلت قطر ترشح لتنظيم المونديال وهي لا تملك اي مقومات علي الاطلاق وهو ما يجعله ضد المنطق والعقل ـ أري أن الحل يكمن في إسقاط زعيم الفساد بالفيفا بلاتر في الانتخابات القادمة للفيفا في مايو القادم والاطاحة به بغير رجعه.. وعندئذ يستطيع الرئيس الجديد القادم أن يسحب المونديال من قطر مثلما سحب بلاتر منها كأس القارات علي طريقة "وشهد شاهد من أهلها" وكأنه يعترف علي نفسه بحجم الجريمة التي ارتكبها في حق الساحرة المستديرة وكل عشاقها علي سطع الكرة الارضية.. وأري أن نجاح اتحادات الكرة في العالم في اسقاط بلاتر يعني ببساطة رفضها للفساد بكل أشكاله وشخوصه وأن الكرة الأرضية مازال بها شرفاء لديهم من المبادئ والتقاليد والشفافية ونظافة اليد ما يجعلهم يرفضون سطوة بلاتر وفساده الذي يعلمه القاصي والداني.. وهذا ما ننتظره عقب إعلان نتائج الانتخابات رغم اعترافي بمهارات بلاتر وخبراته في اللعب علي كل الأحبال وكيفية اصطياد الاصوات علي طريقة بتوع الزيت والسكر اياهم ولكن سكر وزيت بلاتر عبارة عن حفنة من ملايين الدولارات.. إن دول العالم التي تصرخ من كارثة مونديال قطر عليها أن تتوحد وأن تبذل أقصي مالديها من جهد خلف احد المنافسين له حتي تسقطه نهائياً وتتخلص من فساده وتنقذ مستقبل اللعبة.. وأري أن ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي اكثر المتضررين من المونديال القطري عليه أي يتحمل تلك المسئولية لان تكسير الأصوات بين المرشحين يمثل طوق النجاة لبلاتر ولا أستبعد أن يكون هو شخصيا وراء ترشيح أحد المنافسين الثلاثة له من أجل تفتيت الأصوات ليبقي علي كرسي الفيفا دورة خامسة رغم أنف معارضيه ومن يتهمونه بالفساد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف