محمد العزاوى
في الصميم- صندوق الوفاء للشهداء
تفقد مصر كل يوم شهداء يضحون بأنفسهم من أجل أن نعيش ولكي يحيا الوطن آمناً مستقراً هؤلاء الرجال يقفون علي أهبة الاستعداد للتصدي للإرهاب والإرهابيين وكل من يفكر في ارتكاب أية جريمة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ونشر الفزع والرعب والتفكير دائماً في تنفيذ الأفكار والمخططات الوافدة من الخارج التي تريد تفتيت هذه المنطقة وتحويلها إلي دويلات يسهل السيطرة عليها والاستيلاء علي ثرواتها ومقدراتها.
ومع شديد الأسف فإن هناك بعض أبناء الوطن استطاعت الجماعات الإرهابية استقطابهم وإغرائهم بالأموال التي يغدقونها عليهم فيقبلون علي أعمال التخريب والتدمير دون التفكير في آثار هذه الجرائم ومما يدمي القلوب ان هذه الجماعات تقدم علي أعمال التفجير وارتكاب هذه الأعمال الشيطانية داخل دور العبادة ولا يعنيهم من قريب أو بعيد حرمة هذه الأماكن والدماء التي يسفكونها.. وكم استيقظنا علي تفجيرات استهدفت رجال الشرطة والقوات المسلحة ووضع العبوات الناسفة في أماكن تحركهم وبالتالي يتساقط هؤلاء الشهداء تاركين خلفهم سيدات أرامل وأمهات ثكلي وأطفال أبرياء وربما أبناء لم يسعدوا برؤية الآباء الذين سقطوا علي أيدي هؤلاء الجبناء ومما يضاعف الآلام ان هذه الأعمال الإرهابية تستنزف اقتصادنا وتشغلنا دائماً في كيفية مواجهة هذه الجرائم وتصفية هذه البؤر الإجرامية التي تركت نتائج سيئة علي اقتصادنا وشغلت أجهزة الدولة عن مهام التنمية والتعمير.. كل ذلك شكل عبئاً ثقيلاً علي كاهل الدولة خاصة انها تخوض حرباً غير تقليدية من الصعب جداً منع حماقاتها.
هذه الأسر التي فقدت أعز أبنائها في أشرف معركة في أشد الحاجة لرعايتها وبحث كل مشكلاتها ولا يقتصر الأمر علي مجرد تشييع هؤلاء الشهداء في جنازات عسكرية ثم ينفض المشهد.. لكن الأمر أكثر خطورة فهؤلاء الأبناء والأمهات والأرامل يجب ألا نغمض أعيننا عنهم ومن الواجب أن نتكاتف جميعاً من أجل إنشاء صندوق لرعاية هذه الأسر بصفة دائمة وأن تكون له ميزانية يشارك فيها كل أبناء مصر وأن يقوم علي هذا الصندوق رجال يدركون مدي أهمية هذه المهام وتذليل أي عقبة تعترض هذه الأسر فالآباء ضحوا بأرواحهم من أجلنا جميعاً.. فهيا تتشابك الأيدي من أجل أن نري هذا الصندوق حقيقة علي أرض الواقع تقديراً ووفاء لهؤلاء الأبطال الذين يجب ألا ننساهم مدي الحياة نخلد ذكراهم وصندوق الوفاء يرعي الأبناء كي تستمر حياة هؤلاء الأبناء في إطار من التكافل يدفع الطمأنينة في قلوب هؤلاء الرجال الذين يقفون علي الحدود وفي المناطق التي ينتشر فيها الإرهاب ويدركون ان هناك ظهيراً يقف خلفهم يبارك خطواتهم ويقدر تضحياتهم وعيونهم الساهرة لرفعة هذا الوطن ونبقي آمنين في ديارنا.