الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات- فلتكن احتفالية خالدة
يوم 31 مارس القادم هو العيد الماسي لنقابة الصحفيين.. وقرر أمس الرئيس أن يكون هذا الاحتفال تحت رعايته.. وأتمني أن تكون كلمة "رعاية" هذه المنشورة في صحف أمس أن يكون معناها حضور سيادته هذا الحفل شخصياً.
الصحفيون بل والإعلاميون عموما يحرصون علي لقاء سيادة الرئيس في كل المناسبات.. كلمات الرئيس عموما سواء تلك الارتجالية وقوفا في مناسبات معينة أو كلمات الملقاة في اجتماعات لها واقع خاص في قلوب الناس عموما والصحفيون بالذات فما بالك بأول اجتماع لكل الصحفيين في مناسبة لن تتكرر مع سيادة الرئيس الذي سيدخل مبني النقابة لأول مرة.
***
وأتمني أيضاً قبل هذا الاجتماع وهذه الاحتفالية أن يكون قد صدر قانون "الصحافة الموحد" بعد تعديل بعض بنوده.. مثلاً عودة سلطة النقابة علي أعضائها عن طريق مجالس التأديب التي لم تنعقد إلا مرة واحدة خلال ثلاثة أرباع قرن!!! نعم القانون الجديد ألغي عقوبات سلب الحرية "السجن" ولكن حلت محلها الغرامة التي قد تصل إلي غلق الجريدة وتشريد العاملين بها نظراً لفداحة الغرامة التي قد تكون أكبر من ثمن الجريدة نفسها!!! وهكذا يتم عقاب من لا ذنب لهم.. عكس مجلس التأديب الذي يعاقب الصحفي وحده وهناك عقوبات تصل إلي حرمان الصحفي من عمله ومرتبه مدي الحياة!!!
***
وأرجو أن تكون الاحتفالية فرصة لتصحيح الأوضاع القديمة.. فنجوم الصحافة الأوائل الذين لولاهم ما كانت هناك في مصر صحافة ولا نقابة صحفيين.. هؤلاء لم يأخذوا حقهم وذكر تاريخهم بأمانة وصدق وتجرد وسيتم نسيانهم بمرور الأيام.. مثلاً لا أفهم سبباً لعدم وجود تمثال للمرحوم محمود أبو الفتح الذي انشأ هذه النقابة بجهوده واتصالاته وأمواله..
حينما ذهب أبو الفتح إلي النقراشي باشا ليوقع قرار إنشاء نقابة للصحفيين ضرب النقراشي يده فوق الورق وقال له:
ـ لن أوافق علي نقابة ليس لها مقر!!!
وذلك من باب التأجيل والتسويف.. فقرر أبو الفتح التبرع بشقة في الايموبيليا كمقر مؤقت متعهداً أن يبني مقراً مستقلاً للنقابة خلال عام وبني علي نفقته المبني القديم في أقل من عام.
كيف لا يكون له تمثال في النقابة.. وأيضاً كيف لا يكون هناك تمثال أيضاً لسليم نكلا صاحب أول جريدة في مصر ولولاه ما كانت هناك صحافة في مصر.. كان سليم باشا يحمل صفحة الرصاص علي ظهره من شقته بميدان المنشية بالإسكندرية إلي المطبعة في محرم بك لكي تكون في مصر لأول مرة صحافة!! كيف لا يتم تخليد أسماء أخري لها وزنها.. فكري أباظة. مصطفي أمين. حافظ محمود. إحسان عبدالقدوس. كيف لا تكون هناك شوارع هامة بأسماء هؤلاء وغيرهم!!!
نريد أن تكون احتفالية اليوبيل الماسي احتفالية تاريخية لها قرارات خالدة.
***
من الطرائف القديمة كما عودتكم دائماً..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف