كنت أتمني أن يشمل التغيير أو التعديل الوزاري الذي تم في نهاية الأسبوع الماضي ثلاثة وزراء آخرين لن أذكر أسماءهم لأنهم حاولوا تدعيم أناس فاسدين من خلال موقعهم الوزاري.
المفروض أن يكون الوزير شخصية سياسية بالدرجة الأولي.. ويمارس نشاطه في الوزارة من خلال هذا المفهوم بمعني أن يكون محيطا بالأوضاع السياسية في مصر أولا ثم علي المستوي العالمي ثانيا.
فإذا رأينا بعض الوزراء لم يدرسوا تاريخ أي شخص يستقبله وماضيه وكيف كان وضعه الاجتماعي وكيف كانت تصرفاته. وهل كان شخصا سويا يستقبله الوزير بكل ترحاب ويلبي طلباته بما يتفق وروح المصلحة العامة.. أو كان شخصا سيئا يحاول استغلال الوزير لأهداف خاصة فمن المفروض أنه حينئذ يرحب بالنوع الأول ويرفض استقبال الثاني.
لكن عندما نري بعض الوزراء يستقبلون أشخاصا ليس لهم تاريخ مشرف وفسدوا وأفسدوا. وقد وصلوا إلي هؤلاء الوزراء بطريقة أو أخري سواء عن طريق وسطاء علي شاكلتهم أو عن طريق إعلام مزيف وراءه شبهات كثيرة فإن ذلك يعني أحد أمرين.
* أن هؤلاء استقبلوا مثل هؤلاء الأشخاص دون أن يعرفوا أهدافهم وأنهم يريدون استغلالهم لموقع "الوزير" لإلقاء دعاية خاصة لهم لعمل يريدون الاقبال عليه مستقبلا.. فإن هؤلاء الوزراء يتسمون بـ "السذاجة" وليس لديهم حس سياسي أبدا.
* أو أنهم كانوا يعرفون تاريخ هؤلاء الأشخاص.. واقبلوا بمحض إرادتهم علي مساندتهم ودعمهم.. وفي هذه الحالة يكونون متواطئين معهم ومشجعين لهم علي الفساد!!
هناك إعلاميون وإعلاميات يقفون خلف هؤلاء الفاسدين. ولو رأيت إحدي هؤلاء الإعلاميات وهي تعلن بطريقة "فجة" عن افتتاح بعض المشروعات الجديدة التي نفذتها الحكومة. ولم يكن لهؤلاء الأشخاص التي سخرت انفسها للدعاية لهم لكانت "دهشتك" فوق التصور.
لقد أذيعت أخبار هذه المذيعة في إحدي الصحف الخاصة وكأنها كانت مسئولة مهمة في الدولة. حيث وصفوا كيف كانت تتفقد أقسام هذا "الإنشاء" الحكومي بطريقة تدعو إلي "القرف" والتقزز.. وكانت تشيد في كل قسم دخلته بالشخص الذي استأجرها للقيام بهذه المهمة رغم أنه لم يكن له أي فضل في إقامته أو تجهيزه!!
واضح جدا كيف أن هذه المذيعة الفضائية قد تسلمت من هذا الشخص ما يرضيها تماما ليجعلها تتحمس له هذا التحمس المبالغ فيه.
نحن نبحث عن وجوه جديدة ونقية تقود خطي الوطن في المرحلة القادمة.. ولكن يبدو أن الفساد ضارب أطنابه بحيث يصعب اجتثاثه.
وإذا كنا جميعا نردد مع رئيس الدولة "تحيا مصر" فإننا نقول أيضا "لك الله يا مصر"!!