الوفد
سناء السعيد
بدون رتوش- عش دبابير آخر..؟
كان من الطبيعى أن ترحب أمريكا بما أعلنته السعودية فى الرابع من فبراير الجارى من أنها ستساهم فى أى عملية برية يقررها التحالف الدولى بقيادة أمريكا ضد داعش فى سوريا.الاعلان السعودى الذى يمهد للتدخل العسكرى فى سوريا جاء فى أعقاب التطورات العسكرية الأخيرة فى شمال حلب والتى حقق فيها الجيش النظامى السورى انجازات كبيرة وهو ما شكل عامل قلق للسعودية حيال مصير الفصائل السورية المقاتلة المدعومة منها لاسيما وأن حلب تعتبر أحد المعاقل الرئيسية لهذه الفصائل. بالاضافة إلى أن التدخل الروسى فى سوريا قلب موازين القوى عسكريا على الأرض لصالح قوات النظام. ومن ثم باتت المعارضة المسلحة المدعومة من السعودية تتعرض لضغوط عسكرية روسية ونظامية أفقدتها العديد من المناطق والبلديات التى كانت تسيطر عليها.
اعلان السعودية إذا تمت ترجمته على أرض الواقع سيعد مغامرة غير محسوبة العواقب. ولقد قالها وزير الخارجية السورى «وليد المعلم» أول أمس السبت من أن أى توغل برى فى الأراضى السورية دون موافقة الحكومة سيعتبر عدوانا وسيجابه. كما أن روسيا سبق وحذرت من خطوة كهذه لأنها تمس دولة ذات سيادة. ولا شك أن إرسال قوات برية من شأنه أن يعقد فرص الحل السياسى وينسف عملية البحث عن تسوية للأزمة السورية. ورغم ذلك بادرت أمريكا فنصحت الرياض وأنقرة بالمشاركة فى حشد برى تحت غطاء محاربة داعش كى تسبق الجيش السورى إلى الرقة. ويأتى هذا بعد أن حقق الجيش النظامى السورى انجازات ملموسة حدت بقائد المنطقة الوسطى للجيوش الأمريكية إلى أن يقول:( إن الطريق أمام الجيش السورى للنصر يبدو سالكا إذا انتهت معركة حلب بالحصار المحكم على المسلحين بداخلها وسط الانهيار الذى يعيشونه معنويا بعد قطع طريق امدادهم من تركيا وحجم النيران الروسية ودرجة الاندفاع التى يتحرك عبرها الجيش السورى ومساندوه).وهو مادفع» وليد المعلم «إلى أن يقول:(إن الانجازات التى يحققها الجيش السورى وحلفاؤه تعد مؤشرا قويا على خط نهاية الأزمة فى سوريا)
ولا شك أن اعلان السعودية بالمشاركة بقوات برية يفتقر إلى الحكمة. حيث إن هذه الخطوة لو تحققت فسيكون لها عواقب وخيمة والتى لن تقتصر على الصراعات الدائرة فى سوريا بل ستمتد إلى المنطقة بأسرها. بل وقد تجد المملكة نفسها وقد انخرطت فى حرب طائفية أخرى بالوكالة بعد انخراطها فى حرب اليمن، فالعدوان على سوريا سيكون له وقع الصاعقة على من يشارك فيه. يتمنى المرء أن تهدأ السعودية وتخفف الوطء، فلا يمكنها إقحام نفسها مجددا فى عش دبابير آخر بعد اليمن وعاصفة الحزم التى تحولت إلى محرقة لها توابعها وتداعياتها على اليمن وعلى السعودية نفسها. الحذر واجب هذه المرة، فتدخل برى دون موافقة الحكومة السورية سيعد خرقا للسيادة وعدوانا على سوريا الدولة.....
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف