المساء
عبد الحميد اباظة
بلا ضجيج- التليفون والسلطة!
هذا الجهاز العجيب الذي اخترعه أديسون يعتبر معجزة. ومع تطوره ازدادت المعجزة لتكسر المستحيل. وهذا الجهاز له دور في تداول السلطة وما بعدها. وإصدار القرارات لدي المسئولين في الدولة. كما أن التليفون هو الوسيلة التي تبلغ المسئول توليه السلطة. إما استدعاءه لمقابلة من أعلي لتعيينه. وإما إبلاغه بالتعيين الفوري في وظيفة عليا لها السلطة.
التليفون هو الذي يحرك السلطة فتجد المسئول تصله معلومة بالتليفون أو يتحرك عليها ويتخذ " sms " إجراءات فورية. نجد المسئول يتفق مع معاونيه علي شيء ثم يصله تليفون من أعلي أو من صديق يجعله يغير رأيه. أو خط سيره في لمح البصر. ويأخذ قراراً مخالفاً لدرجة أني أقول في بعض الأحوال ربنا يستر من تليفون المسائي. وهذا أمر رأيته وعشته عشرات المرات تأثير التليفون علي السلطة والقرار.
التليفون يظل يرن مع السلطة في طلب خدمات وطلبات ووساطة وشكاوي وكيديات وفتنة ضد ناس أبرياء لمجرد تليفون مع السلطة.
تليفون السلطة يغير مجريات أمور ويحرك دفة عند البعض.
ثم التليفون يزول مع زوال السلطة من الشخص. وهذا أمر حتمي طال أو قصر. السلطة تزول. يتوقف الرنين تماماً ونادراً يتصل بك أحد للسؤال لأنك في السلطة. كل المكالمات كانت لغرض أو طلب وليس للسؤال أو الاطمئنان. إلا فيما ندر. لهذا بعد الزوال يتوقف الرنين وهذا ما قاله لي أحد الوزراء الأصدقاء وتوقعه لنفسه. وبعد فترة قابلته بعد خروجه من الوزارة والسلطة وسألته. فأجاب أنه أغلق خطي تليفون محمول. واكتفي بخط واحد لأنهم توقفوا عن الرنين والسؤال.
نعم. هذه قصة التليفون مع السلطة. ومن يتوقع عكس ذلك واهم وحالم. المصالح تحكم وتدير والاجتماعات والإنسانيات إلي الزوال تماماً مثل السلطة. ويبقي التليفون يرن لصاحب السمو السلطان الجديد. وهكذا دواليك تلك هي الحياة. وهؤلاء هم معظم البشر. وقانا الله شر السلطة وخطرها. وشر التليفون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف