الوفد
أحمد عودة
ثورة 25 يناير.. حقيقة واقعة
من المعتاد أو من الطبيعي أن تختلف الآراء السياسية مع بعضها بعضاً، بل إنه مع التعدد والاختلاف قد نجد أنفسنا أمام الرأي.. والرأي الآخر، بل والآراء الاخرى لتعدد المذاهب والآراء والنظرة الى الحلول أو رسم سياسة المستقبل.
ومع التسليم بذلك.. لم نكن نتمنى أن نرى هذا الخلاف بين كثير من المفكرين او الكتاب او الاعلاميين بوجه عام حول تقييم ثورة 25 يناير ليذهب بعضهم الى القول بأنها ليست ثورة بل مجرد انتفاضة، أو فوران شعبي..!! وذهب البعض الآخر الى القول بأنها مؤامرة من الاخوان ومن حالفهم من الكيانات الشيطانية.. وآخرون يقول بغير ذلك ويتمادون الى القول بأنها انقلاب على القاعدة.. وأن تأييد الجيش وانضمامه الى الشعب يؤكد أنها انقلاب..!
ولعل هذا القول الأخير يطابق أو يقارب الذين قالوا على حركة يوليو 1952 بأنها حركة من الجيش أيدها الشعب فأصبحت ثورة..!! وهذا قول خاطئ.
ولعل الاشارة الى حركة يوليو سنة 1952 يؤكد وصفها به أنها انقلاب عسكري من بعض الضباط حظيت بتأييد وترحيب الشعب حتى كشفت الديكتاتورية العسكرية عن وجهها القبيح في حركة مارس سنة 1954 - واستمر تسلسل الانظمة الديكتاتورية حتى جاء نظام حسني مبارك ليحكم كدكتاتور لمدة ثلاثين عاما!! يفعل فيها ما يشاء.. حيث راح اعوانه يعيثون في الارض فسادا لكي يستمر تمكين الديكتاتور لأطول مدة، حتى إنه وأتباعه - قبل الوصول الى نهاية الثلاثين عاما - راحوا يخططون لتوريث الابن - اي تنفيذ برنامج التوريث الجمهوري!! ضمن افراد العائلة.. وهي صورة ممجوجة ومرفوضة تماما، ولعلها أحد أسباب ثورة 25 يناير سنة 2011.
وأنا يشرفني أن أقول إن ثورة يناير هي ثورة بحق، ويكفيها انها ازاحت نظام حكم ديكتاتوري فاسد وأسقطت أتباعه الفاسدين والمفسدين وقطعت الطريق على مخطط التوريث الرئاسي المرفوض اصلاً من الشعب.
وهنا.. أرجو أن أسجل انني رأيت بعيني رأسي تحرك الشعب المصري في ميدان التحرير وغيره من ميادين المحافظات المصرية الذي بدأ بشباب مصر وفي مقدمتهم شباب الوفد، وكان تحركاً سلمياً استمر مطالباً برحيل الديكتاتور لمدة تقرب من عشرين يوما او تزيد وعندما انكسرت شوكة الشرطة وأمر الحاكم القوات المسلحة بالنزول لحماية الدولة فقد رأينا الدبابات والصفحات في الميادين، وقد كتب بعض الثوار عليها: «ارحل.. ارحل» وكان افراد الجيش يتبادلون التحية مع افراد الشعب، فلا حرب.. ولا ضرب.. وسقط نظام مبارك واستعد الناس للتغيير.. ولكن عصابات القتل والتدمير والتخريب باسم الجماعة المعروفة بسوء تصرفاتها قفزت على الثورة لتستولي على الحكم وتطيح بالنظام بسرعة وتضع دستوراً وتعين رئيساً.. يعتبر شبحاً يتحرك بأمر قادة العصابة ولا يفلح في شيء حتى في قراءة آية من كتاب الله الكريم..!! وهم الذين يتمسحون بالدين، ويدعون كذباً أنهم من المسلمين..!! والاسلام منهم براء.
وأراد الله لمصر خيراً، اذ جاءت ثورة 30 يونية لتقضي على أطماع هؤلاء واولئك وتعيد اصدار دستور جديد يحق لنا أن نفخر به وانتخاب رئيس بإجماع شعبي حقيقي غير مسبوق.. وها نحن امام أول برلمان في عهد ما بعد نجاح الثورة تنفيذا للدستور العظيم دستور 2014 - وإن كان هناك بهذه المناسبة من يطالب بتعديل الدستور فإني ارفض ذلك رفضا باتا - أقول للمخالفين في الرأي، وكفى اختلافاً.
فالدستور كامل وسليم والنظام مبني على حق.. وكفوا يا سادة عن الخلاف المستمر في كل شيء.. ودعوا القافلة تسير.. ونحن جميعاً نبني الدولة المصرية الحديثة - وهى ديمقراطية مدنية.. سوف تقود دول المشرق العربي إن شاء الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف