عاطف زيدان
كشف حساب - الأهلي والزمالك
هل يقبل أي مصري عودة جماهير كرة القدم إلي الملاعب وسط الجو المشحون بالغضب والتصريحات النارية خارج المستطيل الأخضر والمشاحنات والشتائم والخناقات والاعتراضات علي الحكام داخل الملاعب؟ الإجابة المنطقية بالنفي. فالوسط الرياضي لم يعد يجلب لنا سوي الصداع والقرف والألفاظ السوقية ومشاهد العنف، وأقوي دليل علي ذلك، ما تعج به مواقع التواصل الاجتماعي من مساجلات وبذاءات بين مشجعي الأندية المختلفة. ما يزيد الطين بلة، اشتعال الأجواء بين القيادات الرياضية، بالتصريحات الخالية من أي روح رياضية، وانتشار ظاهرة روابط الأندية التي فرحنا بها في البداية، لكن مع تحولها إلي العنف والترهيب، أصبحت مصدر إزعاج وخوف من الكبير والصغير، لدرجة أن الاباء والامهات لا يمكن أن يسمحوا لأبنائهم بالذهاب إلي الملاعب - إذا ما سمح بعودة الجماهير - في ظل استمرار سلوكيات بعض روابط الاندية علي ما هي عليه من عنف وإرهاب وبغضاء.
المشهد الرياضي بات مخيفا، ولا يصب في صالح كرة القدم في مصر، التي تعرضت لنكسات متتالية حتي أصبح تصنيف المنتخب المصري 55 عالميا بعد أن كان في المرتبة التاسعة قبل بضع سنوات.
ما أرجوه اليوم، ونحن نترقب لقاء القمة بين الأهلي والزمالك، أن يصحح الوسط الرياضي مساره، بقياداته ولاعبيه وجماهيره. لأن البلد « مش ناقصة «. نأمل رؤساء أندية يتحلون بروح المسئولية الوطنية، يدركون أن الكرة رياضة، مكسبا وخسارة. وأن أي تصرف غير رياضي من أي مسئول أو لاعب تمتد تبعاته السلبية للوطن كله. نريد إبداعا في الأداء، ورقيا في السلوك واللسان، لأن العالم يشاهدنا. كفانا فوضي . ربما يجد الألتراس القدوة الصالحة فيعود إلي رشده. مبروك للفائز وهارد لك للخاسر.