الأخبار
علاء عبد الهادى
فضفضة - الحرة لا تأكل...
يؤسفني أن أقول إننا كمجتمع أصبحنا نفتقد إلي الحد الأدني الذي نحافظ به علي ارث الأجداد بكافة أشكاله وصوره، وانتهي بنا الأمر إلي وضع أصبحنا فيه عبئا علي هذا البلد الذي خرج منه فجر الضمير للعالم أجمع، وكان منبعا لحضارات متصلة اثرت وتأثرت في صنع الحضارة الإنسانية.. أقول هذا الكلام بمناسبة ما تفجر علي وسائل التواصل الاجتماعي بقيام مجموعة من الشباب بالنصب علي السياح وايهامهم ببيع حجارة لهم علي انها من حجارة الهرم.. وسواء كان الخبر حقيقيا أم لا فالأمر عندي أصبح يتجاوز الحادث إلي ما هو أهم وهو اننا في حقيقة الأمر لا نحترم حضارتنا، ولا نقدرها، ولا نفهم دورها، وأن تظاهرنا بذلك.. للأسف الشديد نربي أولادنا علي أن الآثار ما هي إلا حجارة، وفي دور العبادة نعتبرها أصناما، وحتي المحسوبين علي المثقفين منا لا دور لهم، ولا مشاركة.
لماذا قامت الدنيا علي موضوع حجارة الهرم في الوقت الذي تنتهك فيه حرمة كل الآثار في كل انحاء مصر، ونعتدي عليها ونتركها تتحول إلي مقالب للقمامة، أو نربط فيها الماشية أو نتعدي عليها بالبناء علي حدودها.. الأخطر من كل ذلك ان هناك فئة من معدومي الضمير أصبحوا اساتذة في تقنين الاعتداء علي الأثر، وتسهيل سرقته إلي غير ذلك من الاشياء التي يندي لها الجبين. زعلانين علي حجارة «غشيمة» لا قيمة أثرية لها، فماذا عن رأيكم في الآثار التي تهرب داخل «كونتنيرات»، شحن خارج مصر؟ وماذا عن التنقيب عن الآثار ليلا بمعرفة مفتشي آثار في كافة ربوع مصر؟ وماذا عن الاعتداءات التي يمارسها أولادنا في رحلات نصف العام الدراسي علي كل الآثار؟
وماذا عن تجاهلنا للآثار وماذا عن مقاطعتنا للمتاحف التي يأتي لها الناس من كل انحاء العالم ليتدبروا.
كل يوم نفقد اثرا جديدا ليس في منطقة الهرم.
وحدها.. فهل يأتي علينا يوم نبيع آثارنا تموت الحرة ولا تأكل بثديها!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف