اخبار الرياضة
هناء كامل
الكابتن محمود بكر..
كان يمثل لي حالة استثنائية.. ربطتني به صلة من نوع خاص.. فنحن »دفعة»‬ واحدة.. فقد جمعتني به وبالزميل العزيز جمال الزهيري ورقة تعيين واحدة في مؤسسة »‬أخبار اليوم» منذ اعوام بعيدة .
كنا نذهب سويا لاجراء الفحوصات الطبية.. ونستكمل معا اوراق التعيين.. وكان الكابتن بكر يكبرنا ـ انا وجمال ـ باكثر من خمسة عشر عاما.. لكنه كان شابا في مرحه معنا.. كان لتوه خارجا من الجيش برتبة عقيد..لكنه لم يشعرنا ابدا بهذا الفارق سواء في السن أو العمل او فارق الخبرة.
زاملته سنوات قليلة من العمل في جريدة »‬الأخبار» بعد ان اختارنا استاذنا الكبير عبدالمجيد نعمان للعمل في الصفحة الرياضية بالجريدة.. لانه غادرنا بعد فترة مفضلا العمل الاذاعي عن العمل الصحفي.
شريط من الذكريات الجميلة مر بخاطري عندما سمعت خبر وفاة الكابتن محمود بكر.. لم يكن يبعد كثيرا عن الاخبار.. كان يحرص علي زيارتنا دائما.. ونتبادل القفشات.. والذكريات.
تذكر عندما قابلته صدفه منذ ما يقرب من عشر سنوات في احد طرقات المبني الصحفي للاخبار.. وكان وقتها عضوا في اتحاد الكرة.. ودخل في مشاكل مع بعض اعضاء الاتحاد.. وسألته عما يحدث.. قال لي كلمة واحدة لا أنساها.. »‬دول مافيا».. واستقال بعدها من الاتحاد..
كان جريئا.. وحادا.. لا يعرف اساليب المؤامات والحيل واللاعيب.. كان يقول »‬انا راجل دوغري.. ما حبش اللف والدوران.. اتعلمت الانضباط والجدية في الجيش»
كان صاحب لغة خاصة مميزة.. واسلوب رائع في التعليق.. وخفة دم تلقائية بلا تصنع.. اسكندراني جدع.. يحمل مسيرة عسكرية ورياضية وإعلامية رائعة. سلك في كل منهما رحلة كفاح ونجاح.. فلم يعرف التعليق الرياضي »‬الطيبة» مميزا نردده باستمرار منذ كلمة الكابتن لطيف »‬الكورة اجوان».. الا »‬عدالة السماء التي هبطت في ستاد باليرمو» .
كان أفضل معلق يقرأ الملعب.. يملك حالة من الشفافية تجعله يتنبأ بالاحداث.. حتي ان أحد الحضور ذات مرة وهو يشاهد مباراة يعلق عليها الكابتن محمود بكر قال لي باندهاش.. »‬هو شاف المباراة دي قبل كده»..
في أواخر الصيف الماضي كان أخر لقاء لي معه.. عندما شرفني بزيارة مكتبي ليسلم علي.. وكأنه كان يودعني ويودع معي عشرة جميلة.. فوجئت به.. كان متعجلا.. ووعدني بزيارة أخري.. لكنه رحل قبل أن يعاود الزيارة.
لقد انتهت السطور.. ولم اوفه حقه.
رحم الله الاستاذ الكبير.. والأخ الفاضل محمود بكر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف