** استكمالاً وتواصلاً للحديث عن القنوات الفضائية الخاصة التي تعرض وتذيع مسابقات وهمية واعلانات مضللة فاضحة عن مقويات وعلاجات لجميع الامراض الطارئة منها أو المستعصية.. وكأننا نعيش في العصور الجاهلية ولم نسمع عن الطب أو العلاجات الحديثة.. وأصبحت الاعلانات والمسابقات تحتل الصدارة في كل القنوات التليفزيونية.. تعرض وتذاع ليلاً ونهاراً وتصل إلي حد التفاهة والتخلف وتسيء الظن لجمهورنا.. إمعاناً في اغراء الجمهور للاتصال بتلك الارقام للفوز بجوائز قيمة وكبيرة فيستمر في معاودة الاتصال مرات عديدة.
وتتلقي القنوات التليفزيونية الفضائية آلاف الاتصالات والمشاركات مما يسهم في تحقيق مكاسب مالية كبيرة لهذه القنوات علي حساب جمهور البسطاء الذين يفاجأون فيما بعد بأنهم وقعوا فريسة لعمليات نصب واحتيال وان هذه المسابقات ما هي الا سراب ومن الصعب الفوز بأي جوائز منها.. وتعتمد هذه القنوات علي اطالة مدة الاتصال لكسب دقائق اضافية وكل هذا علي حساب البسطاء المتصلين!!
لقد ازدادت في الفترة الأخيرة المسابقات الوهمية والاعلانات الفاضحة المضللة التي تعالج الأمراض والتي قد تؤدي بحياة المرضي.. وترتكب العديد من التجاوزات والاستخفاف بعقول المشاهدين.. الذين تطلب من أي منهم ممن لديه مشكلة أو أزمة ويريد حلها عليه أن يتصل بالقناة لسماع شكواه وتقديم النصيحة من خلال خبراء ومتخصصين .. وهم في حقيقة الامر ليسوا خبراء ولا متخصصين ولا يحزنون..
هذه القنوات تعرض وتذيع المسابقات الوهمية والاعلانات المضللة وهي تعلم علم اليقين أن هذه المسابقات تبيع الوهم للجمهور وتروج لاعلانات وسلع وتعلم أنها مغشوشة وغير صادقة وليس لها أي فاعلية وهي في نفس الوقت لا تلتزم بالضوابط أو الشروط التي يجب أن تمر بها المسابقات والاعلانات التي توجد في كل القنوات التليفزيونية في العالم كله.. حيث توجد ضوابط وقواعد صارمة من التحقق منها قبل عرض المسابقات أو الاعلانات.
وللأسف الشديد أن هذه القنوات الفضائية تحمل اسماء مصرية وتسعي فقط لتحقيق الربح وجذب جمهور المشاهدين دون أي قواعد أو معايير علي ما تعرضه من مواد اعلامية المهم الربح والمكسب المادي والجهات المعنية لا تطبق القواعد والضوابط الحاسمة الحازمة الدقيقة.
إن ما تقدمه هذه الفضائيات من مسابقات وهمية واعلانات مضللة تدغدغ المشاعر وتعايش المشاهدين في احلام وسراب.. احتيالات واضحة تبدأ باسئلة سهلة وبسيطة وبلهاء ثم يقولون ان عرفت الاجابة الصحيحة اضغط ثم كذا وفي النهاية لا يربح أي شيء إلا أنه استنزف ماله ووقته.
مسئولو هذه الفضائيات لابد أن يكون لديهم قدر من الاحساس بالمسئولية والفترة التي تشهدها البلاد والمليئة بالتحديات فضلا عن مواجهة الدولة بكل أجهزتها للارهاب والتطرف واجتثاث جذوره من أجل الحفاظ علي أمن واستقرار وسلامة الوطن ومواطنيه والرغبة الأكيدة في التنمية والبناء والعمل والانتاج وبالتالي تكون مثل هذه المضامين الهابطة التي لا تنم عن أي حسن وطني لدي تقديمها علي القنوات الفضائية.. فوضي اعلامية بكل المقاييس فلا توجد رقابة حقيقية علي هذه القنوات وما تبثه وتعرضه أو ميثاق شرف مطبق في أي قناة من القنوات الفضائية وحتي لو لم يكن كل ذلك موجوداً فلابد أن تكون هناك رقابة ذاتية من مسئولي القنوات لكل ما يتم عرضه بدلا من بيع الأوهام والنصب علي جمهور المشاهدين..