احمد الشامى
أمريكا تحتاج رئيساً في شجاعة "السيسي"
أثبت "تيد كروز" المرشح عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية انه قد يكون الحصان الأسود في السباق إلي البيت الأبيض. بعد فوزه علي منافسه دونالد ترامب في الاقتراع التمهيدي بولاية أيوا. ويتسم السيناتور "كروز" بقدرته علي تحليل مشكلات بلاده في الداخل والخارج. فضلاً عن بلاغته في الحديث والقدرة علي المناورة. ولذا كان حريصاً علي تعرية أوباما سياسياً وانتقاد قراراته خصوصاً المتعلقة بالإرهاب. ويعتبر من أشد معارضي الإخوان. ويبذل محاولات في الكونجرس لتصنيفها جماعة إرهابية. ولذا أقسم منذ أسابيع عن قدرته حال الجلوس علي كرسي الرئاسة بالقضاء علي تنظيم داعش خلال 90 يوماً بواسطة وابل من القنابل. وعندما سأل عن الأسلوب الذي سيتبعه رد بفصاحته المعهودة قائلاً: "أمريكا تحتاج رئيساً في شجاعة الرئيس السيسي".
هكذا شخص كروز الحالة في الشرق الأوسط. وتوصل إلي الحل. وكلامه يعني ان الرئيس عبدالفتاح السيسي أقوي قائد دولة في العالم. ولذا لا يتصور البعض ان دعوة الرئيس ل "أولتراس الأهلي" بالحوار نابعة عن ضعف من الدولة. فالرئيس بصفته أب لكل المصريين يحتوي الجميع خصوصاً الغاضبين منهم. ولا يُفهم من حديثه تراجعاً عن ثوابت التحقيق في قضية "أحداث بورسعيد". فقد مد يده لشباب فضلوا أن يكونوا خارج صفوف البنائين للوطن. ونسوا ان شباباً كثر في عمر الزهور من رجال الجيش والشرطة يستشهدون يومياً. ولم نسمع ان أسرهم تمردت علي الدولة. ف "الألتراس أو الأولتراس" كلمة لاتينية "ultras" تعني المتطرفين. وهي مجموعات تشجع الفرق الرياضية. وأنشئت أول رابطة عام 1940 في البرازيل. ولذا عليهم أن يغتنموا الفرصة ويمدوا أياديهم لوطنهم للمشاركة في التنمية ولا يظلوا في كتائب المتربصين المتاجرين باستقرار أرض الكنانة.
وأظن ان دعوة الرئيس لعدد من أعضاء الرابطة لتشكيل لجنة "معرفة حقائق". لا تعني بأي حال "التدخل في أحكام القضاء". وفق كلام الرئيس خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية في أكتوبر قبل أيام. إذ أكد "لا نتدخل في شئون القضاء. وهو لن يسمح لنا". وتالياً فالرئيس رجل دولة من الطراز الأول وحريص علي عدم التأثير في قرارات السلطات الأخري. لكن الرابطة تشترط إعادة "حق الشهداء". والتحقيق مع "القيادات الأمنية التي وردت أسماؤها في تحقيقات النيابة". وهو ما يؤكد رغبتها في تصفية حسابات مع أشخاص بعينهم. لانها لو كانت تملك دليلاً واحداً ضد أي قيادة أمنية أو مدنية لما سكتت أربع سنوات. خصوصاً ان مكتب النائب العام مفتوح ومن المستحيل أن يتقاعس عن تكليف النيابة بالتحقيق في أي وقائع جديدة خاصة بهذه القضية أو غيرها..وأقول لكم. ان شهادة "تيد كروز" بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي أقوي رجل دولة في العالم لم تكن من قبيل المصادفة. بل نتيجة قدرته علي لم شمل المصريين وبناء جسور الثقة بينهم والتصدي لإرهاب دموي تقوده جماعة تتاجر بالدين. ولذا فإن الرئيس عندما فتح ذراعيه للأولتراس وشيد أمامهم الجسور لعبور غياهب الشكوك والظنون. لم يكن يقصد أن ينكأ جروحاً اندملت منذ أربع سنوات. خصوصاً بعد أن رفعت الرابطة مقولة: "حق الشهداء" مثل قميص عثمان بهدف التحريض والاثارة. ما أدي لتوسيع دائرة الفتنة وانتقالها إلي بورسعيد . ولذا يجب أن لا تنسي الأخطاء التي ارتكبتها وأدت إلي وقوع الحادث. ومع ذلك لم يتم القبض علي أي عضو منها واحالته إلي المحاكمة. وأري انه من الأفضل لها أن تتبع نصيحة الفيلسوف ابن رشد الذي قال: "من العدل أن يأتي الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما يأتي بها لنفسه". وأختم بسؤال أعضائها من منكم بلا خطيئة يا سادة".
الصفحة السابقة