محمد نور الدين
"الانحدار".. كبار وصغار..!!
دون حسيب أو رقيب.. انتشرت مظاهر العنف والبلطجة.. وزادت حالات التجاوز والإساءة.. وتصاعدت سلوكيات خرق القيم والمبادئ.. ومع ذلك مازالت "يد" الدولة حانية رقيقة.. لا تعرف الحسم والصرامة.. وتتهادي في إعمال القانون ضد المتجاوزين والمنفلتين..!!
الغريب.. أن معظم الأفعال المرفوضة.. صدرت من أناس كان من المفترض أن يضرب كل منهم القوة والمثل في كيفية المعالجة العقلانية.. والتعامل الحسن والتعاون المثمر. والحرص علي توطيد العلاقة بين أبناء الوطن الواحد.. لكنه آبي واستكبر.. وراح يفرض وصايته. ويبسط نفوذه علي الآخر.. قسراً وعنوة.!!
أمناء شرطة.. المنوط بهم حماية الأرواح والممتلكات.. والواجب عليهم حماية القانون وإنفاذه.. ضربوا بكل تلك القواعد عرض الحائط.. واعتدوا علي أطباء مستشفي عام مستخدمين القوة المفرطة!!.. و"أمين" آخر اخترق الأصول وأغفل النخوة.. وضرب ممرضة بإحدي مستشفيات البحيرة.. لتسيء هذه النوعيات إلي الأغلبية الشريفة والنزيهة من رجال الشرطة.. الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل حفظ أمن واستقرار الوطن.
أطباء الرحمة والرموز.. أهملوا واجبهم ومنحوا ضمائرهم إجازة.. وأغلقوا بالجنازير مستشفي تخدم آلاف المرضي.. احتجاجاً علي اعتداء الأمناء إياهم.. وتناسوا أن المريض لا ذنب له في تلك المأساة.. ولا يجوز إطلاقاً أن يسدد المواطن العليل فاتورة النزاع والخلاف..!!
عمال التنمية والبناء.. أغلقوا المصانع.. مطالبين بالأرباح والحوافز معلنين لي ذراع الإدارة.. في حين أن ميزانيات مصانعهم تسجل خسائر فادحة.. نتيجة لتقاعسهم وتهاونهم في بذل الجهد والإنتاج!! وها هم "بلطجية" صغار.. يحاصرون فريق للكرة ومنعه من الوصول للاستاد بالقوة.. حتي الآن لم تتم مساءلتهم قانوناً..!!
سائقو التاكسي الأبيض.. نسي أي منهم أنه يختار بمزاجه المشوار والزبون.. ويرفض ما لا يناسبه.. ويآبي تشغيل العداد.. ويسيء معاملة الراكب.. بينما تذكر فقط اقتحام "الملاكي والفان" لمجال عملهم.. وراح يغلق ميدان مصطفي محمود تجمهراً واحتجاجاً..!!
حتي أصحاب السيارات الفارهة يشغلون الطرق ويسدون المنافذ.. يشاركهم سائقو الميكروباص.. ومعهم الباعة الجائلون الذين شوهوا المنظر الحضاري لمترو الأنفاق.. وخرقوا إجراءاته الأمنية.. دون أن يتعرض لهم أحد.. أو يتصدي لهم رجل أمن واحد..!!
إنها أمثلة قليلة.. من قوائم طويلة.. تبين مدي الانحدار الأخلاقي.. الذي يشوب سلوكيات الكبار والصغار.. دون أن تمتد يد الحسم والصرامة.. لتوقف سيل التجاوزات والإساءات.. وتمنع تفاقم مظاهر الفوضي والبلطجة..!!
لقد فاض الكيل.. ونفد الصبر.. ولم يعد هناك مجال للتهاون والتساهل مع كل من يسعي لإحداث الفتنة. ونشر الفوضي. وشق الصف.. وخرق القوانين.. وسوف يتضاعف الخطر إن استمر "الصمت" وغض الطرف.. وبالتالي آن الأوان للمواجهة الحاسمة. والتصدي الحازم.. وإعلاء كلمة القانون وإنفاذها علي الكبير والصغير.. ولابد أن تفرض "الدولة" هيبتها.. وتمتد يدها القوية لتصفع أي "كائن".. تخيل علو شأنه وتوهم عظمة قوته وحاول يوماً.. "الوقوع في الممنوع"..!!