مرسى عطا الله
كل يوم .. أردوغان يدفع الثمن ومخاطر التدخل العربى!
ما تفعله روسيا الآن فى شمال سوريا وتحديدا فى حلب وريفها لا ينبغى أن يفاجيء أحدا ممن يتعاطون السياسة الدولية
ويعرفون مفردات الثقافة الاستراتيجية للقوى العظمى وأهم هذه المفردات هو الثأر والانتقام العاجل ودون إبطاء عندما تتجرأ أى دولة على المساس بآليات وأدوات القوة المسلحة لها سواء داخل أراضيها أو فى أحد مجالاتها الحيوية.
ولعل ذلك هو ما يفسر التركيز العسكرى الروسى - فى الوقت الحاضر - على معركة حلب باعتبارها المعركة الأهم فى برنامج العقوبات الروسية ضد تركيا بسبب تورطها فى إسقاط مقاتلة عسكرية روسية قبل عدة أشهر بزعم اختراقها للمجال الجوى التركى ولهذا قررت موسكو أن يجيء العقاب فى ذات الساحة بتشديد الضغط على حلب لإجبار سكانها على النزوح صوب بوابات الحدود السورية مع تركيا وخلق أزمة عنيفة لتركيا سواء على المستوى الداخلى أو على مستوى العلاقات التركية الأوروبية فى ظل التحذيرات الأوروبية من أن تجعل تركيا من أراضيها مجرد محطة ترانزيت لعبور اللاجئين إلى أوروبا... وهنا لابد من الإشارة إلى أن الجهد العسكرى الروسى فى سوريا كان متركزا أساسا فى منطقة دمشق وضواحيها!
باختصار شديد أقول إن إعطاء الروس الأولوية لعملياتهم العسكرية فى قطاع حلب وريفها لا يأتى من فراغ وإنما هو جزء من خطة شاملة هدفها معاقبة تركيا وتأديب أردوغان الذى ترى فيه روسيا حاكما أحمق لم يحسب حساب رد الفعل الروسى عندما أصدر تصديقه على قرار التصدى للطائرات العسكرية الروسية التى تعمل فوق الأرض السورية بناء على طلب رسمى من حكومة دمشق المعترف بها دوليا ومن خلال توافق دولى وتفاهم أمريكى روسي.
ولأن الساحة السورية بها ما يكفيها من التعقيدات والتناقضات والمغالطات فإننى - وغيرى كثيرون - أتمنى عدم الانزلاق «عربيا» فى هذا المستنقع مع احترامى وتقديرى لصدق النيات وسمو الأهداف التى تدفع البعض إلى التفكير فى الذهاب إلى سوريا بقوات برية على أرض أستبيحت من أجناس مختلفة لتواجه مهمة أكاد أجزم بأنها مهمة مستحيلة فضلا عن أنها ستترك حتما أثارا وتداعيات سلبية على روح الإخوة العربية حاضرا ومستقبلا!
خير الكلام :
<< معاتبة الأخ خير من فقده !