مكرم محمد احمد
نقطة نور .. على أبواب مدينة حلب؟!
يدخل الجيش السورى بعد سيطرته على بلدتى نبل والزهراء فى محيط مدينة حلب قرى الريف وبلداته شمال حلب وغربها دون
معارك تذكر، حيث يخلى المسلحون مواقعهم الامامية فى معظم القرى قبل وصول قوات الجيش السوري، كما حدث فى قرية برلهين شرق حلب بثمانية كيلو مترات، وطعانة التى استعادها الجيش السورى امس الأول، وبلدة ماير شرق نبل الذى شكل سقوطها نقطة تحول مهمة، أدت إلى سيطرة القوات السورية على طريق الاوتوستراد الذى يربط حلب بالحدود التركية،ويشكل طريق الامدادات الرئيسى لقوات المعارضة التى تسيطر على غرب المدينة.
ولان استيلاء الجماعات المسلحة على حلب ثانى المدن السورية عددا واكبرها اقتصادا عام2012 كان بمثابة ضربة قاصمة لنظام بشار الاسد، فإن استعادة الجيش السورى السيطرة على المدينة يشكل انتصارا مهما غير موازين القوى شمال سوريا، ساعد على انجازه افواج المقاتلين الشيعة القادمين من العراق وافغانستان ومن حزب الله اللبناني، إضافة إلى الآلاف من الحرس الثورى الايراني! وثمة أنباء عن عشرة الاف مهاجر غادروا حلب إلى الحدود التركية حيث يوجد اكثر من مليونى ونصف المليون لاجئ سوري، وتتوقع انقرة ان يصل عدد المهاجرين بسبب معارك حلب إلي700 الف مهاجر رغم أن تركيا لا تزال تغلق حدودها مع سوريا، وتعتقد جماعات المعارضة المسلحة ان التحالف الايرانى السورى الروسى لم يعد يهتم كثيرا بقضية التفاوض فى مؤتمر جنيف(3)،أملا فى ان يتمكن من حسم المعركة عسكريا لصالحه، خاصة ان الضربات الجوية الروسية التى سبقت زحف القوات السورية كانت أكثرالضربات تركيزا وتكثيفا ساعدت على هرب المسلحين من مواقعهم الامامية.
وما يزيد من خطورة ما يجرى فى حلب ان تقدم القوات السورية فى الجبهة الشمالية (حلب وادلب) يتواصل مع تقدمها على جميع الجبهات خاصة فى مناطق درعا وغوطة دمشق، الامر الذى قلص من حجم سيطرة داعش وحلفائها على الاراضى السورية،وتسبب فى هزائم متعددة اثرت على الروح المعنوية للمسلحين بعد ان فشلت كل محاولات توحيد جهودهم فى مواجهة زحف الجيش السوري.
والواضح ان سيطرة الجيش السورى على كامل مدينة حلب سوف يضع السعودية وتركيا فى موقف بالغ الحرج،وثمة توقعات اكدتها تصريحات وزير الخارجية السعودى بإمكان ان ترسل السعودية قوات برية إلى سوريا،كما تؤكد تقارير وزارة الدفاع الروسية تعزيز تركيا حشودها العسكرية على الحدود السورية استعدادا لعمل عسكرى كبير!.