الأخبار والتصريحات التي تنشر عن نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج، تشير إلى الجهد المميز الذي تقوم به تجاه المصريين فى الخارج، فقد اجتمعت ببعض الجاليات فى البلدان العربية واستمعت إلى شكواهم، كما تابعت بعض المشاكل والحوادث التي تعرض لها بعض المغتربين، وهذا الجهد يحتاجه بالفعل المغترب، حيث إنه يرغب فى أن يكون بلده فى ظهره يسانده ويدعمه عندما يواجه بعض المشاكل، خاصة وأنه يعد المصدر الأول لرصيد مصر من الدولارات.
بالطبع نقدر ونثمن الجهد الذي تبذله الوزيرة نبيلة، لكن يجب أن نقولب هذا الجهد فى شكل هيئة لرعاية المغتربين، تعمل بشكل آلى بتمويل ذاتى، وقد سبق واقترحنا هذه الهيئة منذ فترة، بعدها أعلنت الحكومة عن تفكيرها فى إنشاء مجلس وطني للمصريين بالخارج، وصرحت الدكتورة ناهد عشرى، وزيرة القوى العاملة والهجرة آنذاك بالانتهاء من المذكرة الإيضاحية لإنشاء المجلس، وتم رفعها لمجلس الوزراء للموافقة عليها وإصدارها، وتغيرت الوزيرة واختفى المجلس الوطني.
من هنا نقترح على الوزيرة مكرم أن تفكر فى هيئة أو مجلس لرعاية المصريين المغتربين، وفكرتنا تقوم على اشتراك شهرى يسدده المغترب بعملة البلد الذى يعمل أو يستقر به، لا يقل الاشتراك عن خمسة دولارات فى البلدان الأوروبية، وعن خمسة ريالات فى البلدان العربية، ينفق منها على إيجار مكاتب فى بعض المدن الرئيسية، ومرتبات المحامين العاملين في المكاتب، وبدل الانتقال والمرافق وغيرها من المصروفات، يتم تعيين العاملين بهذه المكاتب من خلال مجلس إدارة الهيئة المنتخب فى كل مدينة من المغتربين، أو من خلال رئاسة مجلس الوزراء، على أن تكون وظيفة من سيتم تعيينهم الوحيدة وعلى مدار الساعة، رعاية المغتربين وحل مشاكلهم، فى العمل، مع الكفيل، مع الشرطة، فى السكن، مع المدارس، فى حالة المرض، الحوادث، الوفاة.
ومن مميزات هذه الهيئة متابعة جميع المغتربين وتقنين أوضاعهم وحصر أعدادهم، وهو ما يساعد على إعداد قاعدة بيانات عن المغتربين وبلدان ومدن اغترابهم، كما أن إنشاء الهيئة سوف يمكن الدولة من متابعتهم والاتصال الدائم بهم وتفقد أحوالهم، ودعوتهم فى الانتخابات والاستفتاءات، وفى تسويق المشروعات التى تطرح فى بلادهم، ومن أهم مميزات هذه الهيئة تقليص العمالة وترشيد النفقات فى السفارات والقنصليات المصرية، حيث يقوم العاملون بالهيئة بجميع الخدمات القنصلية المتوفرة للمغتربين، استخراج أوراق التجنيد، الرقم القومي، جواز السفر، شهادات الميلاد..
في ظني أن هذه الهيئة، سواء سميت هيئة للمغتربين أو مجلساً للمصريين بالخارج، هى الحل الأمثل لرعاية ومتابعة المغتربين فى البلدان العربية والأوروبية وحل مشاكلهم تحت رعاية الوزارة، لذا نقترح على الوزيرة مكرم أن تفكر فى هذه الآلية وتطويرها وتنفيذها حسب ظروف كل بلد.