طارق مراد
هاتريك .. خطأ جبر ودويدار القاتل
علي طريقة مباريات الديربي العالمية نجحت مباراة القمة بين قطبي الكرة المصرية العملاقين الأهلي والزمالك بتقدير امتياز بعد ان نجح نجوم الفريقين في تقديم وجبة كروية رفيعة المستوي حافلة بكل مظاهر التشويق والاثارة والمتعة والترقب وتفوق الساحرة المستديرة من أداء جماعي وسرعة وقوة ومهارات عالية ثم توظيفها في كلا الفريقين علي الوجه الأمثل بما يصب في صالح الأداء العام الذي تميز بالتكتيك العالي والالتزام الرائع فلي التحرك الدفاعي وعند الانطلاقات الهجومية.. والتي كانت الغلبة فيها للأهلي والذي تمكن من حسم القمة "111" لصالحه بهدفين لنجميه إيفونا في بدايات الشوط الثاني وعندما خرج أضاف بديله عمرو جمال الهدف الثاني القاتل والذي أكد تفوق الأهلي.. لينطلق بمفرده علي قمة الدوري يغرد بعيداً عن منافسه التقليدي الزمالك والذي لم يتمكن من فك عقدة ولوغاريتم الفوز علي الأهلي في الدوري منذ 8 مواسم فرغم نجاح الزمالك في الفوز علي الأهلي في نهائي كأس مصر الموسم الماضي ليضيفه الي لقب الدوري.. ولكن جاءت القمة "111" ليضيع معها حلم فك شفرة الأهلي رغم ما بذله نجوم الزمالك من جهد كبير وتنظيم وتمركز دفاعي وتألق للثلاثي عمر جابر وحمادة طلبة ومعروف يوسف.. وانتفاضة أيمن حفني في قلب دفاع الأهلي والذي لم يكن هو الآخر أقل تنظيماً وفدائية والتزاماً من الزمالك في التغطية السليمة والرقابة الصارمة علي الهجوم وقوة الانتفاضة وتأمين العمق الدفاعي لمنطقة مرماهم ولكن جاءت مهارات إيفونا وموهبته التهديفية لتفض الاشتباك وتنهي حالة الصيام بعد ان استغل امكانياته الفردية العالية في الاختراق والمراوغة في احراز الهدف الأول بمجهود فردي ومهارة عالية وسط حراسة ثلاثي دفاع الزمالك علي جبر ودويدار وأحمد توفيق والذين ارتكبوا خطأ فادحاً لعدم ضغطهم علي إيفونا واستخلاص الكرة منه حتي لو تطلب ذلك ايقافه بفاول تكتيكي ولكنهم فضلوا التقهقر للخلف حتي وصل إيفونا لمنطقة جزاء الشناوي وسدد ببراعة في الشباك محرزاً الهدف الأول وكأنه يريد في ظل هذا التألق الدفاعي للزمالك بأن "الغالي ثمنه فيه" كما يقول المثل الشعبي.. وكان هذا الهدف بمثابة نقطة تحول في المباراة كونه أفقد لاعبي الزمالك توازنهم وزاد في المقابل لاعبي الأهلي ثقة في ان الفوز قادم بتلك القمة وانعكست تلك الثقة علي أداء لاعبيه بقيادة حسام غالي ورمضان صبحي ومؤمن والسعيد الذين أحكموا السيطرة علي مجريات اللعب ومنطقة المناورات ومعها تزداد خطورة الأهلي يقابلها محاولات هجومية تتسم بالتسرع والصربعة وعدم التركيز من مهاجمي الزمالك ولم تفلح محاولات ميدو في انقاذ الموقف بالدفع بشيكا والموهوب الصاعب مصطفي فتحي وحازم إمام بينما استفاد زيزو الذي أدار المباراة ببراعة وعين الخبير المحنك من تغييراته حينما دفع بالخطير الرشيق عمرو جمال والذي كان عند حسن الظن به عندما أحسن استغلال هدية رمضان صبحي الساحرة ليسجل منها الهدف الثاني معلناً غلق ملف القمة "111" لصالح المارد الأحمر ووهو فوز استحقه عن جدارة لأن لاعبيه احسنوا استغلال بعض الفرص المتاحة في تسجيل هدفين بينما لم يحالف التوفيق محاولات مهاجمي الزمالك للتهديف فضاعت بعض الفرص المؤكدة رغم قلتها علي مدار الشوطين لباسم ومعروف.. ولأن من طقوس مباراة القمة أنها تمثل ميلاد نجوم ومدربين للفريقين الفائز ونهاية للخاسر لذلك فقد كان ميدو وحازم إمام أبرز ضحايا القمة "111" بتوجيه الشكر لهما من قيادة فريق الزمالك والبحث عن مدرب أجنبي بينما ارتفعت أسهم زيزو الذي لم يخسر من قبل وهو لاعب أو مدرب من الزمالك وبدأت أصوات كثيرة تطالب ببقائه مديراً فنياً للأهلي بعد نجاحه في تطوير أداء الأهلي واستعادة فريقه لبريقه وخطورته وحيويته حتي وصل لقمة مستواه مع القمة "111" والتي اثبت خلالها انه مدرب قدير مبروك هذا الفوز للقطب الأحمر وهارد لك للقطب البيض "فالجايات أكثر من الرايحات".