المساء
محمد عمر
رؤية -ارحمونا من الوقفات الرومانسية!
الشباب الذين يطلقون علي أنفسهم نشطاء وتجمعوا أمام السفارة الإيطالية وهم يحملون اللافتات والورود والشموع للتعبير عن تضامنهم مع مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني لفتة طيبة من بعض الشباب المصري للتعبير عن حزنهم لمقتل أي إنسان ولكن ما نؤاخذه علي هذه الوقفة التضامنية هو بعض اللافتات التي تم رفعها وتسيء لمصر أكثر من التعبير عن بشاعة الحدث.
فهل يعقل أن يحمل هؤلاء الشباب لافتات تحمل شعارات مثل "جوليو مننا واتقتل زينا" أو "بتقتلوا الأجانب ليه.. هو احنا قصرنا في حاجة".. وغير ذلك من اللافتات التي تثير الرأي العام العالمي ضد مصر؟
لقد نسي هؤلاء النشطاء أن التحقيقات تسير علي قدم وساق لمعرفة الجاني الحقيقي ويشارك مصر في ذلك فريق عمل إيطالي علي أعلي مستوي لكشف ملابسات الحادث والألغاز التي تحيط به.. ولم يخطر ببالهم أن هذه الجريمة قد تكون مدبرة لتخريب العلاقة بين مصر وإيطاليا شأنها شأن الكثير من الجرائم المشابهة التي تهدف إلي عزل مصر وتشويه صورتها أمام العالم بدليل أن وقت اكتشاف الجريمة تزامن مع زيارة وزيرة التنمية الاقتصادية الايطالية والتي بدورها قطعت تلك الزيارة وعادت إلي بلادها بحجة "ظروف طارئة".
للأسف كل يوم يسقط ضحايا من أفراد الجيش والشرطة والمدنيين ولم نسمع يوما ان هؤلاء النشطاء عبروا عن حزنهم بهذه الطريقة الرومانسية التي تحمل معاني الشماتة اكثر منها تضامنا.
نحن لا ننكر علي المواطنين التعبير عن مشاعرهم الطيبة ولكن يجب أن يجيدوا طرق التعبير حتي لا تأتي بنتائج عكسية.. فلا يوجد مصري أصيل يعرف الله ويعشق الوطن يقوم بقتل أجنبي ضيف في بلده.. اللهم إلا إذا كانت جرائم فردية ترتكب في كل مكان حول العالم وياما قرأنا عن مصريين قتلوا في دول أوروبية وعربية وغيرها وبالرغم من ذلك لم يقف هؤلاء النشطاء للتعبير عن حزنهم بهذه الطريقة.
ليت كل مغرض يعرف أن مصر رغم ما يحدث فيها من مجازر الإرهاب الأسود إلا أنها محفوظة ولن تنجح محاولات هؤلاء المغرضين في التشهير بها والنيل منها بضرب السياحة.. فالله أنعم عليها بالأمن إلي يوم الدين ولو كره الحاقدون.
إشارة حمراء
استحدثت دولة الإمارات ـ كما أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس الوزراء وحاكم دبي ـ وزارتين جديدتين الأولي للسعادة تكون مهمتها الأساسية تحقيق سعادة المجتمع والثانية للتسامح بهدف ترسيخ قيمة التسامح بين أبناء الشعب الإماراتي بالتأكيد لو فكر المسئولون في مصر إنشاء مثل هاتين الوزارتين سيكون الفشل مصيرهما فلن تستطيع الأولي إسعاد المصريين وسط نكبات الإرهاب وغيرها.. ولن تنجح الثانية في نشر قيمة التسامح بين المواطنين لأن قلوبنا أصبحت متحجرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف