الوفد
أشرف عزب
«كل دي خوازيق»!!
لا أجد تفسيراً لتصريحات السيد وزير الري عن سد النهضة وتأثيره علي مصر، فتصريحات السيد الوزير كأنها في عالم آخر غير الذي نعيشه ويعيشه معنا، وكأنه في بلد آخر غير مصر، فالسيد وزير الري مازال يتمسك برأيه وتصريحاته ومفادها أنه لا تأثير لسد النهضة على مآخذ المياه بمحطات مياه الشرب، و أنّه لا يوجد تخزين للمياه حتى الآن، وأنه لن يتم البدء في التخزين إلا بعد الانتهاء من الدراسات الفنية المتفق عليها بين الثلاث دول «مصر والسودان وإثيوبيا»، وأنّ اعتقاد البعض بأن انخفاض منسوب المياه في نهر النيل بسبب سد النهضة غير صحيح، لأن وزارة الري لديها خطة لتوفير الاحتياجات المائية للبلاد وعلى رأسها مياه الشرب، وأننا الآن في فترة السدة الشتوية ولا توجد زراعات تستلزم ضخ كميات مياه إضافية، لذلك يتم خفض المناسيب حفاظًا على كل قطرة مياه.
ألم تر سيادة الوزير تصريح المهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي، بأن هناك شحاً في المياه بسبب سد النهضة، ولابد أن نستعد له، ألم تر سيادة الوزير كلام الدكتور علاء النهرى، نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة في 26 ديسمبر 2015، أن آخر صور التقطتها الأقمار الصناعية لسد النهضة الإثيوبى، تؤكد بدء عملية التخزين الجزئى للمياه، و أن تشغيل توربينين يعني رفع منسوب المياه فوق 40 مترا وراء السد وهو ما يعنى بدء عملية التخزين الجزئى فعليا.
لا أجد تفسيراً لتصريحات سيادتكم ولا تشبيهاً لها إلا بالخوازيق التي تسببت في انهيار كوبري سوهاج.
يا سيادة الوزير لقد ظهرت التماسيح من جديد وبات الرعب يدخل في القلوب، والتفسيرات لا ترضي العقول، فالحقيقة هي خير وسيلة للحل وليس شيئاً سواها.
وبمناسبة الحديث عن الخوازيق - والشىء بالشىء يذكر - ألم تر سيادتكم أن رفع فاتورة المياه في بلد النيل خازوق كبير للمواطن؟
والله إني لأتعجب مما يحدث في مصر الآن من تصريحات وأري أنها خوازيق كبيرة، ويبدو لي أنه لا مفر منها إلا إليها، وأن المواطن يهرب من خازوق لأخر، وكأنه قدر مكتوب، ومن كتبت عليه خطي مشاها، فهجوم القمني علي الأزهر ورجاله ودعوته إلى إدراج مؤسسة الأزهر ضمن المنظمات الإرهابية، وجمع توقيعات بهدف تقديمها إلى الأمم المتحدة للتصديق على إدراج الأزهر ضمن قائمة المنظمات الإرهابية دوليا.. خازوق كبير خاصة عندما يتصدر المشهد ويأخذ حيزاً كبيراً من الإعلام، لاصطناع مواجهة وبلبلة لن يستفيد منها أحد غير أعداء مصر!!
وإعلان السيد المستشار سرى صيام، عضو مجلس النواب المعين من جانب رئيس الجمهورية، استقالته مؤكدا أنه قرار حاسم ونهائي ولا رجعة فيه وأن ما حدث صفحة وطويت ولن يتحدث فيها بعد الآن، أليس هذا ارتباكا في بداية البرلمان يشبه انهيار كوبري سوهاج!!.. خاصة أننا لم نعد قادرين علي معرفة من علي خطأ ومن يسير علي طريق الصواب، وهل ما فعله السيد المستشار من قرار الاستقالة صحيح أم خطأ؟، لم يعد المواطن قادراً حتي علي استيعاب الأحداث وتقييمها ووضعها في الميزان الصحيح والطبيعي لها وتفسيرها وتحليلها.
ألم ير البعض أن واقعة الاتجار فى أحجار أهرامات الجيزة مقابل مبالغ مالية للسياح أيضاً خازوق كبير لنا جميعاً وأن الوطنية داخل هؤلاء باتت أرخص من ثمن السيجارة، وواقعة فيديو «بلالين الداخلية» وواقعة الاعتداء علي أطباء المطرية، وغلق الأطباء للمستشفي ذاته، وواقعة إصابة 13 شخصاً بمستشفى رمد طنطا بـ«العمى»، بسبب تلقيهم «مصلاً طبياً» غير مصرَّح به دوليًّا أثناء علاجهم من الشبكية - كما قيل – أليس كل هذه خوازيق؟.. الحمد لله، لكن هذا القدر منها يكفي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف