أحمد سليمان
في حب مصر .. المواجهة عربية ـ عربية علي أرض سوريا
لم يعد خافياً علي أحد تلك الهرولة السعودية للتدخل براً في سوريا. ولم يعد خافياً أيضاً تلك النجاحات المتتالية التي تحققها قوات الجيش السوري بدعم القوات الروسية علي أرض المعارك. واستعادة تلك القوات أراضي كثيرة كانت قد سقطت في أيدي قوات المعارضة السورية.
وعقب إعلان المملكة السعودية نيتها إرسال 150 ألف جندي سعودي إلي سوريا للمشاركة في الحرب علي الارهاب تحركت علي الفور قوات برية سورية تحت غطاء جوي روسي نحو الحدود مع تركيا لمنع أي اقتحام للحدود سواء من القوات السعودية أو التركية أو حتي قوات التحالف الدولي. وفي طريقها نحو الحدود استعادت القوات السورية السيطرة علي أجزاء كبيرة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة المعارضة التي بدأت تستغيث بحلفائها من الأمريكان والأتراك والسعوديين لمدهم بالصواريخ المضادة للطائرات لمواجهة الهجمات الجوية من الطيران الروسي.
وإرسال السعودية هذا العدد الكبير من القوات البرية إلي الساحة السورية إذا تم فإنه يمثل مجازفة غير محسوبة العواقب لأسباب كثيرة لعل من أهمها:
ـ أهل مكة أدري بشعابها. والجيش السوري يحفظ كل شبر من أرضه بخلاف القوات السعودية التي ستجد نفسها غريبة. تتحرك في أراضي مجهولة ما يمثل عقبة في تحركها وقد تتفاجأ بكمائن القوات السورية في أي طريق.
ـ خبرة القوات السعودية في الحروب البرية لا تقارن بخبرة القوات السورية.
ـ القوات السورية سيكون لها غطاء جوي روسي عكس القوات السعودية في ظل التهديد الروسي باسقاط أي طائرات تمثل خطراً علي طائراتها. ولا يستبعد أن تشارك القوات الروسية في إرشاد القوات السورية عن أماكن السعوديين علي الأرض.
ـ لا محالة ستحدث المواجهة المباشرة بين القوات السعودية والقوات الإيرانية المتواجدة بكثافة في سوريا لدعم الرئيس بشار. وفي ذلك كل الخطر. وهو ما تسعي إليه الولايات المتحدة منذ سنين طويلة.
ـ إذا غاصت قوات المملكة في هذا المستنقع فإنها ستجد صعوبة كبيرة في الخروج منه إن أرادت.
ـ المواجهات في شكلها النهائي ستكون بين فريقين. الأول: سوريا وروسيا وإيران وعناصر من حزب الله. والثاني: السعودية وتركيا والإمارات بدعم غير مباشر من القوات الأمريكية. وفي كل الحالات فإن القتلي سيكونون من العرب والمسلمين. فلا الولايات المتحدة ولا روسيا ستشارك بقوات برية. وهنا سيتحقق المخطط الأمريكي بحذافيره "قتل العرب بأيدي العرب" و"الحرب الطائفية ستنجح فيما فشل فيه الاستعمار".
ولعل اللقاء الذي جمع الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة والسفير أحمد القطان سفير السعودية بالقاهرة منذ يومين يفتح باب التكهنات حول الهدف من اللقاء ونتائجه. وهل طلبت السعودية من مصر المشاركة بقوات ـ ولو رمزية في الغزو البري لسوريا علي الرغم من الرفض المصري القاطع لذلك؟ أم تريد السعودية من مصر التوسط لدي الرئيس الروسي بوتين لمنع حدوث مواجهات بين القوات السعودية والقوات الروسية في سوريا؟
عموماً.. نتمني للأشقاء في السعودية والإمارات السلامة وعدم السقوط في مستنقع سوريا الذي سيمثل الجحيم بعينه لمن يسقط فيه.. حفظ الله كل جندي عربي ومسلم من كل سوء. وجعل الدائرة علي البغاة والمعتدين من التحالف الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة ذلك الشر الأعظم. وسبب كل مصائب الكون.