محمد فتحى
في العضل .. آية حجازي والأطفال وحكومة «وانا عاملة نفسي نايمة» !!
ربما يبدو الاسم مألوفاً لكنك لا تعرفه. آية اسم دارج في أوساط المصريين، وآية حجازي اسم يليق بابنة صاحبك، أو زميلة ابنتك في الدراسة، لكن الصحف المصرية حين قررت أن تكتب عن آية حجازي للمرة الأولي كتبت عنها بوصفها أمريكية تدير جمعية للإتجار في الأطفال !!
أنا آسف لأنني سآخذ من وقتك بعض الأسطر القادمة لأعرفك علي آية التي قررت أن تتخلي عن الشكليات حين تزوجت وتصرف هي وزوجها علي جمعية أهلية خاضعة لرقابة الشئون الاجتماعية لرعاية أطفال الشوارع. هناك تفاصيل لا تهمك بين مشهد البداية المثالي، ومشهد الذروة الذي وصلنا له الآن حيث تم القبض علي آية قبل أشهر بتهمة الاتجار في الأطفال، لتحبس احتياطياً حتي لحظة كتابة هذه السطور، ولأن آية نالت الجنسية الأمريكية بناء علي والديها وليس بناء علي طلبها، فقد خرج بيان الداخلية للصحف وقت اشتعال الرأي العام وهستيريا المؤامرة للتأكيد علي أنها (أمريكية)، رغم أن أمريكا لم تتدخل في الأمر، ورغم أن المتحدث باسم البيت الأبيض رفض التعقيب علي الأمر، لكن ما لم يقله أحد أن الأمريكان أرسلوا محاميا لآية بوصفها مواطنة أمريكية، إلا أن آية رفضت أن يترافع عنها، باعتبارها مصرية، وباعتبار ما يحدث لها سيظهر الحق فيه ولو بعد حين.
لكن واقع الأمر الآن أن آية محبوسة، ويتم محاكمتها بالبطيء وقد اقتربت من ال600 يوم، كما أن حلمها (بلادي جزيرة الإنسانية) تم اغتياله مع سبق الإصرار والترصد بعد أن قبضوا علي أحد أطفال الشوارع الذين كانوا يترددون علي المؤسسة، ليتم بعدها القبض علي آية بتهمة استغلال الأطفال جنسياً، ودفعهم للمشاركة في مظاهرات تخريبية !!
آية مظلومة، ومن سجنها يعلم أنها مظلومة، ولأن القضية منظورة في القضاء سيقول البعض دعونا لا نستبق الأحداث ولا نتدخل في أعمال القضاء، لكن لن يقول أحد إن عربة الترحيلات تنقل المتهمين متأخراً بإيعاز من الأمن الذي لا نعرف لماذا يعطل مجرد المحاكمة، ولن يقول أحد إن آية يوجد غيرها كثيرون مثل الطفل الذي قبض عليه لارتداء تي شيرت كتب عليه وطن بلا تعذيب، وكلنا يعرف كيف يتم (تأييف) التهم باسم الحفاظ علي الأمن..
أفرجوا عن آية أو حاكموها محاكمة عادلة لا يتلكأ فيها الضابط الذي قبض عليها عن الحضور، وتذهب فيها عربة الترحيلات في موعدها، ولا يحولها النائب العام لمحاكمة عاجلة بعد 320 يوماً.
أفرجوا عن آية لأننا نعرف أنكم ستفرجون عنها آجلاً أو عاجلاً، سواء نالت حكماً نهائياً أم لم تنل، لكنكم لا تعرفون كم ينتقص الأمر من رصيدكم (الأخلاقي) و(القيمي) لاسيما وأنتم تتكلمون عن أطفال الشوارع (أحلي كلام) ثم لا تنفذون شيئاً، وحين تتحركون، تحبسون أمثال آية حجازي.
>> تحية لقناة النهار التي قررت تقديم برنامج للأطفال يبدأ اليوم برئاسة الصديق العزيز وائل سعد زميل دفعتي الذي وهب حياته للأطفال فأغبطه الجميع وأنا أولهم. هذا هو أول برنامج أطفال في قناة خاصة وستقدمه العزيزة سلمي صباحي، والتي ستصبح (ماما سلمي) والتي أتمني منها، بل وأثق، أنها ستكون علي قدر المسئولية، والتي لا أخجل من مصارحتها علي الملأ بأن مجال الأطفال لا يحتاج إلي شركاء يا سلمي، أياً كانت الدوافع، ها أنت وقد أصبحت مسئولة عن تربية جيل، فاغتنمي الفرصة وابتعدي تماماً عن أي شيء يمكن أن يعكر صفو علاقتك بالأطفال أو بأسرهم التي يقف البعض فيها متربصاً لمجرد اسمك، لموقف سياسي لا أتمني أن يؤثر عليك ولا عليهم، خصوصاً وأنا أعرف، مع غيري، أنك موهوبة، وعلي قدر المسئولية. شكراً للنهار وفريقها والصديقين علاء الكحكي وأحمد فايق
>> قطار بني سويف لن يكون الأخير، لأنه لا يوجد (سيستيم)، كما أن وزير النقل الحالي لن يفعل شيئاً اللهم إلا لو أصر علي فكرته لتولي شركات أجنبية إدارة السكك الحديد، ووقتها أتمني من جنابه أن يتعاقد مع وزير أجنبي ليحل محله
>> المعركة بين أوبر والتاكسي الأبيض لن تنتهي، وبدلاً من أن تتدخل الحكومة، أو تتدخل، أو تفرض نظاماً يلزم سائقي التاكسي الأبيض بمعاملة الراكب معاملة آدمية احترافية مثل التي يعامل بها مع أوبر، تشعر أن الكورس يغني : « وانا عاملة نفسي نايمة «