المساء
السيد العزاوى
الكلم الطيب- الإسلام بالمرصاد للكسب الحرام عقوبات رادعة للفاسدين!!
الإسلام الحنيف أرسي دعائم النهوض بالمجتمع والحفاظ علي كيانه.. ويقف بالمرصاد لكل من يتربص بتلك المبادئ ويسعي بكل همة لاختراق الضوابط التي حددت معالم الطريق لكل من يريد كسب المال بالطرق المشروعة. فالعمل الجاد هو البداية الرئيسية لجمع المال بعيداً عن حيل الماكرين الذين تسول لهم أنفسهم السطو علي كسب الآخرين وفي آيات القرآن الكريم النهي القاطع لهذه الأساليب بكل أشكالها "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالاثم وأنتم تعلمون" 188 البقرة. نهي قاطع لكل مسلم استقر في وجدانه الإسلام بقيمه ومبادئه ورفض أي تحايل لأن رب العالمين يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
المتربصون وأصحاب الخداع والمكر يبتكرون الكثير من الحيل لكسب المال الحرام بوسائل وطرق احتيالية لجمع المال دون التحري عن المصادر يسرقون جهود الآخرين أو السطو علي المال العام بلا وازع من ضمير أو رادع هدفهم الحرام بأي وسيلة شيطانية لا يستطيع الشيطان نفسه الإقدام علي ارتكابها. الفساد تمكن في قلوب هذا الصنف من البشر وقد تصدي الإسلام بمبادئه التي ترفض بصفة قاطعة أي اختراق لتلك المبادئ تحت أي مسمي. وقد كان سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هو الذي وقف بالمرصاد لهذه الأساليب والضرب علي أيدي من تزين له الغواية المضي في هذا الطريق أيا كانت الحيل. فقد بعث الرسول بأحد الأفراد لجمع الزكاة من الناس في بعض الأقاليم ممن وجبت الزكاة في أموالهم. وعند عودة الرجل من هذه المهمة قدم لبيت مال المسلمين ما جمعه من أموال وأثناء عملية التسليم قال: هذا جزء من الأموال لبيت المال وهذا جزء أهدي إلي لا شأن لكم به. وعندما بلغ سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هذه المقولة بدا الغضب علي وجهه وأمر بصفة قاطعة وأسلوب شديد اللهجة قائلاً: هلا جلست في بيت أبيك وأمك وتم إهداء هذا المال لك" وتم استرداد هذه الأموال مرة أخري لبيت مال المسلمين. تلك قيم النهوض بالمجتمع فالأمم ترتقي بهذا الأسلوب الراقي والعمل الجاد ومحاسبة النفس عن كل مليم يدخل جيبه.. وقد شجب الرسول تلك الحيل التي لجأ إليها أحد الأفراد منبهاً إلي ضرورة الضرب بكل قوة علي يد كل من تسول له نفسه اختراق تلك القيم.
فها هو معلم البشرية الأول سيدنا محمدا صلي الله عليه وسلم حينما تقدم للسلام عليه أحد العاملين ولمس في يده خشونة من آثار العمل فقبلها الرسول ثم قال معلماً ومنبهاً: هذه يد يحبها الله ورسوله" لكي يسلك المسلم الحق الطريق المشروع بعيداً عن الحيل الماكرة. وحذر القرآن من تلك الوسائل "يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ہ يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون" 34. 35 التوبة.
هذا التحذير وتلك العواقب في انتظار هؤلاء الذين يبتكرون الحيل ويخادعون أنفسهم والناس لكسب المال بطرق غير مشروعة ومن المؤسف أن هؤلاء يرحلون عن الدنيا تاركين خلفهم المال لكي يتمتع به غيرهم من الورثة بينما النيران تشوي أجسادهم ومع شديد الأسف فإن الأمة الإسلامية ابتليت علي مدي تاريخها بهؤلاء المتربصين خاصة في هذا العصر حيث نري كثيراً من الأفراد في بعض المواقع والأجهزة تتسلط عيونهم علي الكسب الحرام دون اعتبار لهذا السلوك المشين الذي يتنافي مع تلك المبادئ التي حددت الوسائل المشروعة لكسب المال من الطرق المشروعة. ويجب علي المسئولين التصدي لهؤلاء الجشعين والضرب علي أيديهم لحماية المال العام من حيلهم الماكرة.
حقيقة أن المجتمعات الإسلامية لا تنهض بالكسب الحرام وإنما بالطرق المشروعة وفي تاريخ هذه الأمة نماذج مشرفة ضربت أروع الأمثلة في تحقيق الكسب الحلال والتاريخ الإسلامي حافل بالكثير من النماذج المشرفة الذين تركزت أهدافهم علي تقوي الله وكسب المال الحلال ولنا عودة لهذه النماذج وإلقاء الضوء علي أعمالهم كي نتعلم من هؤلاء وكذلك الأجيال المعاصرة ولله الأمر من قبل ومن بعد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف