الصباح
أحمد جلال
«ريموت كونترول » يكتسح شحاتة »2 : 9« فى صراع تدريب المنتخب رغم صلح الماريوت
*تخفيضات كوبر تهزم جيريس.. والحضرى يرفض الاعتزال

السبت.. يسدل اتحاد الكرة الستار على مسلسل اختيار مدير فنى جديد للمنتخب الوطنى بشكل رسمى، حال إنهاء كل بنود التعاقد مع الأرجنتينى هيكتور كوبر «60 سنة»، والذى أعلن اتحاد الكرة أنه سيتولى المهمة رسميًا، ليغلق الباب أمام عودة حسن شحاتة من جديد لقيادة المنتخب الوطنى، رغم الحملة الشرسة التى قامت بها بعض القوى الإعلامية، من أجل إسناد المهمة للرجل، فى إطار نفعى، لا صلة له بأى حال من الأحوال بمتطلبات المرحلة، وما إذا كان شحاتة يصلح لقيادة السفينة فى الوقت الحالى من عدمه.
«كوبر» تعرض لحملة عداء غير مفهومة، واعتباره مدربًا فاشلًا، لمجرد أنه لم يوفق فى تحقيق بطولات، واكتفى بالوصول لنهائى كأس إسبانيا عام 98 وخسر أمام برشلونة، وخسر نهائى بطولة الكئوس الأوروبية عام 1999 أمام لاتسيو، وخسر نهائى كأس اليونان عام 2010 أمام «باناثانيكوس».
والغريب أن أصحاب هذه الحملة المسعورة تجاهلوا أن الرجل متمرس فى تدريب واكتشاف النجوم، وعلى يديه ظهر «جابريل باتيستوتا» و«هيرنان كريسبو» و«رونالدو البرازيلى»، و«كلاوديو لوبيز» و«كريستيان فييرى»، و«خافيير زانتى»، و«منديتا»، و«بابلو إيمار»، و«فابيو كانافارو»، و«ماتيرازى»، و«سيدورف»، وغيرهم الكثير من أبرز النجوم العالمية.. إضافة إلى أن الرجل لم يحصل على فرصة مع المنتخب ليتم من خلالها تقييمه بشكل عادل.
جلسة الحسم لاختيار كوبر شهدت طرح اسم الفرنسى آلان جيريس فى المقام الأول، إلا أن تخفيض كوبر لطلباته المادية، دفع اتحاد الكرة لنقل الاختيار إلى الأرجنتينى بعد أن تراجع راتبه شاملًا مساعديه إلى 65 ألف دولار فقط، ويضم جهازه مصريًا اسمه محمود فايز يعمل فى مجال المتابعة التليفزيونية، على غرار أوسكار الذى كان ضمن جهاز مانويل جوزيه فى الولاية الأخيرة له مع الأهلى، إضافة إلى راتب مدرب الأحمال، وراتب المدرب المساعد، بينما يتحمل اتحاد الكرة راتبى أسامة نببيه المدرب العام، وأحمد ناجى مدرب حراس المرمى.
وأمام هذا العرض المغرى تم تجميد المفاوضات مع «جيريس» الذى طلب وحده 60 ألف يورو، بخلاف رواتب مدرب الأحمال، والمدرب المساعد، والمترجم.
أما الخلاف على المفاضلة بين مدرب أجنبى ومدرب وطنى، فشهد هزيمة ساحقة لحلفاء حسن شحاتة، حيث وافق 9 أعضاء على المدرب الأجنبى، بينما أيد عضوان فقط تعيين مدير فنى وطنى «دون تحديد الاسم» هما حسن فريد نائب رئيس اتحاد الكرة، وخالد لطيف عضو المجلس، وليس صحيحًا أن النسبة كانت «7 : 4» كما حاول البعض أن يوحى بضم سيف زاهر وعصام عبدالفتاح إلى حلف المدرب الوطنى، إذ إن كلا العضوين كانا فى المعسكر المناوئ للمدرب الوطنى.
أما العضو رقم 12 والرجل الأقوى نفوذًا وتأثيرًا فى الجبلاية هانى أبوريدة فلم يحضر جلسة التصويت من الأساس، رغم تواجده بالقاهرة، لكنه أدار الأمور بالريموت كنترول، دون أن يشارك فى التصويت، بل وكان لنفوذه القوى تأثير واضح فى عدم طرح اسم حسن شحاتة من الأساس كمدير فنى للمنتخب الوطنى، رغم الصلح الذى تم بينه وبين المعلم فى جلسة ودية بفندق الماريوت، تم عقدها تحت رعاية أحمد سليمان مدرب حراس المنتخب الأسبق، وعضو مجلس إدارة نادى الزمالك.. لكن هذا الصلح لم يغير قناعات أبوريدة، من صعوبة عودة شحاتة إلى منصبه السابق، حتى لو انتهى الخلاف الذى نشب بسبب شعور شحاتة أن أبوريدة كان وراء تفضيل شوقى غريب بدلًا منه فى المرحلة السابقة.. وللحقيقة فإن شعور شحاتة كان صحيحًا(!!)
جلسة اختيار مدرب المنتخب الجديد شهدت أيضًا مفاجأة مذهلة.. عندما طرح حسن فريد نائب رئيس اتحاد الكرة اسم عصام الحضرى حارس مرمى المنتخب الوطنى والنادى الإسماعيلى كمدرب لحراس المرمى فى الجهاز الجديد بدلًا من أحمد ناجى، لكن اختيار الأخير تم بالإجماع.. والمدهش أن الحضرى أكد أنه فوجئ بهذا الطرح، وذكر لزميله السابق أمير عبدالحميد حارس مرمى دجلة أنه لا يفكر إطلاقًا فى الاعتزال، حتى يتجه إلى سلك التدريب.. ما دفع أمير لممازحته قائلًا: «يعنى لسه هتحجز مكانك فى المنتخب.. يا كابتن سيب لنا فرصة كفاية كدة!».
وبعيدًا عن اختيار جهاز المنتخب الوطنى فقد كان تعيين محمود سعد مديرًا فنيًا للاتحاد علامة استفهام مثيرة للجدل، رغم المنحة المجانية التى قدمها الاتحاد الألمانى لتطوير الكرة المصرية بالكامل «فنيًا وبدنيًا وطبيًا»، وعلى مستوى كرة القدم للرجال والسيدات والشاطئية والخماسية، شريطة تعيين مدير فنى ألمانى.. لكن الاتحاد المصرى لكرة القدم ضرب بالمنحة عرض الحائط، ورغم أن محمود سعد متمرس فى تدريب الناشئين، إلا أنه لم يقدم تصورًا له قيمة خلال العشر سنوات الأخيرة، بدليل التراجع الكبير فى أداء الزمالك، وإصرار مجلس الإدارة على تغييره، والدفع بميدو ومن قبله لقيادة قطاع الناشئين.
ويبدو أن اتحاد الكرة ينوى اختصار عمل المدير الفنى للاتحاد على تراخيص المدربين الجدد، مثلما حدث مع فتحى نصير، ثم فاروق جعفر، بينما سيكون مصير كل شخص مثل الجوهرى رحمه الله، يسعى للتطوير والتخطيط هو التجاهل، والاستبعاد(!!).
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف