الجمهورية
رضوان الزياتى
خطاب الرئيس والشهيد جبارة
إذا كنا نريد تقدم هذا الوطن واستقرار أوضاعه السياسية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية فلابد أن نقهر الإرهاب ونقضي عليه.. ولابد أن تكون مواجهة التحديات الأمنية علي رأس أولويات مؤسسات الدولة كلها.. الرئاسة والحكومة والبرلمان والمجتمع المدني.
لا يجب أن نضع المسئولية علي الجيش والشرطة وحدهما.. فكل يوم نخسر شهداء من هاتين المؤسستين الوطنيتين خاصة قواتنا المسلحة الباسلة التي تتحمل العبء الأكبر في حماية هذا البلد الذي يواجه أخطارًا جسيمة من الخارج وفي الداخل وتركيز الرئيس عبدالفتاح السيسي علي التحديات الأمنية يؤكد أننا جميعا لابد أن نشارك في مسئولية دحر الإرهاب لأنه الخطر الأكبر الذي يهدد أية جهود في البناء والتنمية.
علينا جميعا أن نساند جيشنا وشرطتنا في مواجهة هذا الخطر اللعين ليس بالكلام والشعارات.. ولكن بالعمل الجاد والنوايا الخالصة والإرادة الصلبة.. ولا أبالغ إذا قلت لا توجد أسرة أو عائلة في قرية أو مدينة في مصرنا الغالية إلا وعانت فقدان واحد من ابنائها من القوات المسلحة والشرطة الذين استشهدوا في عمليات إرهابية دنيئة أو في حملات مكافحة الإرهاب والجريمة.
انني شخصيا عائلتي فقدت منذ عدة شهور ابننا الملازم أحمد راضي الزياتي وأمس فقط فقدنا شهيدًا آخر هو الجندي الشهيد البطل محمد محمود صالح جبارة في عمل إرهابي خسيس بالعريش وتلقيت الخبر الحزين وأنا في طريقي صباح امس لحضور جلسة مجلس النواب التي ألقي فيها الرئيس السيسي خطاب افتتاح الدورة البرلمانية والذي شدد خلالها علي التحديات الأمنية وما يواجهه الوطن من أخطار تحيط به من كل جانب من ليبيا والسوان واليمن وسوريا والعراق.. فضلا عن العديد من العمليات الإرهابية الجبانة في شمال سيناء وبعض المحافظات.
إن الأمر.. ياسادة.. يحتاج إلي تضافر كل الجهود.. للحفاظ علي أمن وسلامة هذا الوطن.. لابد أن يضطلع الأزهر مع وزارة الاوقاف بدوريهما في ترشيد الخطاب الديني والقضاء علي التطرف من خلال شخصيات يثق فيها المجتمع حتي لو كان هؤلاء الرجال من خارج الأزهر والأوقاف.
لابد أن يلعب الاعلام دورًا بناءً ويركز علي ابراز الجوانب الايجابية في الدولة والبعد عن الاسفاف والاثارة المقيتة التي تطاردنا في برامج التوك شو مساء كل يوم.
لابد أن تقوم وزارة الثقافة بدور مختلف وغير تقليدي في نشر الوعي الثقافي والسياسي والديني من خلال تفعيل الأنشطة الثقافية في القري والنجوع خاصة بعد أن هجر الشباب بيوت الثقافة لاختفاء الأنشطة.
أيضا الفن لابد أن يلعب دوره الحقيقي في توصيل الرسالة السامية من خلال افلام ومسلسلات هادفة تحارب الرذيلة والفساد وتدعم القيم الدينية والأخلاقية.. وان تختفي أفلام الجنس والمخدرات التي تحض علي انحراف الشباب وتنشر الفسق والرذيلة بحجة انها سينما واقعية تحاكي الواقع المصري.
ويقع علي وزارتي التعليم والشباب العبء الأكبر.. فلابد من عودة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية والسياسية الحقيقية إلي المدارس والجامعات.
نريد تحركات سريعة وايجابية وخططا طموحة لإعادة بناء العقل المصري وتنمية وعيه الديني والثقافي والسياسي.. فمحاربة الإرهاب لن تكون بالسلاح التقليدي فقط ولكن أيضا بسلاح الفكر والعقل.
قبل أن أنهي كلمتي لابد من كلمة شكر للواء الدكتور رضا فرحات محافظ القليوبية الذي بادر باطلاق اسم الشهيد محمد محمود صالح جبارة علي مدرسة الرواد الابتدائية بالقلج.. وحرص علي تقديم واجب العزاء بنفسه.. هكذا يكون المسئول اليقظ حاضر الذهن.
رحم الله الشهيد جبارة.. وحفظ مصرنا الحبيبة من كل سوء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف