أحمد سليمان
في حب مصر -تجاوزات الأمناء وفرعنة الأطباء
ما فعله أمناء الشرطة في حق أطباء مستشفي المطرية غير مقبول. وما اتخذه الأطباء في جمعيتهم العمومية أمس من قرارات معظمه غير مقبول.
تجاوزات أمناء الشرطة تحتاج وقفة من جهاز الشرطة قبل أن تكون وقفة من القضاء. فعدد كبير من هذه الفئة تسيء لجهاز الشرطة بتصرفاتهم. وما يفعله ضباط الشرطة في سنة دفاعا عن أمن الوطن والمواطن يضيعه أمين شرطة بتصرف أهوج في يوم.
في الوقت نفسه فإن إهمال الأطباء في حق المرضي لا يعد ولا يحصي. خاصة في المستشفيات الحكومية التي ستشهد إضرابا جزئيا كما قرر الأطباء في جمعيتهم العمومية ذات الـ "17" قرارا. أما في عياداتهم الخاصة فالعناية والرعاية الفائقة هي العنوان وربما يصل الحد إلي دلع المريض وتدليله ما دام سيدفع "الفيزيتا" التي وصلت إلي مئات الجنيهات في الكشف الواحد.
أمين الشرطة يعمل ما يحلو له. وملعون أبو المواطن. والطبيب يفعل ما يتراءي له. وملعون أبو المريض.. الاثنان يخطئون. والاثنان يسيئون لمهنتهم. والاثنان نسيا المهمة الإنسانية التي تسبق مطالبهما الخاصة.
ألم يعلم أمناء الشرطة الذين يسيئون لجهاز الشرطة أنهم يتسببون في شحن الرأي العام ضد جهازهم الذي يصل الليل بالنهار ليحافظ علي أمن البلاد؟.. بلي يعلم.
ألم يعلم الطبيب أنه بإضرابه عن العمل في المستشفيات الحكومية يضر المرضي الذين لا حول لهم ولا قوة ولا يستطيعون الذهاب للعيادات الخاصة التي لا تعرف إضرابا؟.. بلي يعرف ذلك جيدا.
لعن الله الغرض.. لعن الله حب الذات.. لعن الله استقواء بعض أمناء الشرطة بانتمائهم لجهاز الشرطة.. لعن الله فرعنة الأطباء عندما يطلبون أشياء يعلمون جيدا أنها صعبة إن لم تكن مستحيلة التحقيق.. لعن الله من لا يراعي مصلحة الوطن في هذه الظروف. ولا يراعي مصلحة الغلابة من المواطنين الذين لا ذنب لهم فيما يجري بين الأمناء والأطباء.
ما حدث في مستشفي المطرية قيد التحقيق. وقد وجهت النيابة تهمتي استعمال القسوة والتعدي علي موظف عام أثناء تأدية وظيفته. ولكن السادة الأطباء استفزهم ان يتم إخلاء سبيل أمناء الشرطة. وكأنهم خرجوا براءة.
إنني في الوقت الذي أطالب فيه بتوقيع أقصي عقاب علي أمناء الشرطة المتهمين إذا ثبت تعديهم علي الأطباء داخل المستشفي فإنني اطالب بإحالة أي طبيب يمتنع عن إغاثة مريض أو إسعافه إلي النيابة بتهمة الإهمال العمد الذي قد يفضي إلي موت.. فكل طلبات الأمناء والاطباء تذهب إلي الجحيم أمام حالة وفاة واحدة تحدث لمريض بسبب هذا الإضراب الذي رفضه الطبيب المحترم نبيل عبدالمقصود مدير مستشفي قصر العيني الفرنساوي والذي قال: إن إضراب الأطباء لا تتحمله مهنتنا. ولا يتماشي مع أخلاق المهنة التي تدربنا عليها. فالمتضرر الوحيد من إضراب الأطباء هو المريض.
ليتهم يتعلمون يا دكتور