الوفد
علاء عريبى
رؤى-قلوبنا مع الأستاذ
يمر الأستاذ هيكل بمحنة مرضية نتمنى من الله عز وجل أن يشفيه ويمتعه بالصحة والعافية، وأن يخرج من هذه الأزمة بسلام، ويعود لنا ولجماهيره بكل خير.
قيمة الأستاذ هيكل، كما سبق وقلت من قبل، ليست في أنه كان شاهدا على مراحل الحكم المختلفة، ولا لأنه صاحب خبرة كبيرة في التعامل مع الحياة السياسية والاجتماعية، ولا حتى في قدرته على الكتابة الجميلة، ولا لأنه كان قريبا من صناع القرار، قيمة الأستاذ الحقيقية في عقليته، فهي ترى وترصد وتهضم وتحلل وتنتج، قد تختلف مع بعض ما تنتجه، وقد ترفض بعض ما ينتجه، وقد لا تهضم بعض ما يقوله، لكنه في النهاية إنتاجه، رأيه الذي يرشدك لذاته، هيكل يرى العالم جيدا ويعيشه لكنه لا يغرق في تفاصيله، دائما يترك مسافة بينه وبين الوقائع والأحداث، عندما يكتب نراه فى ذاته، ولا نراه تابعا أو ناقلا أو متبنيا أو مكررا، نرى كاتبا وليس شاغلا لمساحة، هذه الميزة لا تتوفر في الكثير من كتابنا، سواء من نطالعهم يوميا أو أسبوعيا أو شهريا أو نقرأ لهم في المواسم، كما أنها لا تتوفر كذلك فيمن طرحوا أنفسهم كمصادر وكمحللين، أغلبنا يكتب في المكتوب، نستدعى المطروح والمتاح والمستهلك ونتبناه، أغلبنا غرق في الواقع ومصالحه ومغرياته، أغلبنا يرى العالم من خلال النوافذ التي وفرتها الدولة والأيدولوجيا والمصالح والحاجة، معظمنا يمتلك موهبة في صياغة المتاح، وبعضنا لا يمتلك القدرة على قراءة الوقائع، وبعضنا لا يستطيع إنتاج رؤية خاصة، وبعضنا عجز عن تصنيع نافذة يطل منها على المشهد والعالم، هيكل من الشخصيات التي صنعت لنفسها المقعد والنافذة ويمتلك القدرة على صياغة ذاته، قد يرى البعض أنني من دراويش الأستاذ هيكل، أو أنني أسير لكتابته وآرائه، الحقيقة أنني مثل الكثير قد أختلف وقد اتفق مع ما يكتبه، وقد أرى أنه لم يخرج عن المتاح في واقعة ما، لكنني حاولت فقط من خلال هذه السطور أن أوصفه وأوضح لماذا هو هيكل؟، ولماذا سمي بالأستاذ؟، وكيف أراه ولماذا أقدره واحترمه؟، شفى الله الأستاذ ومتعنا بفكره ورؤاه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف