الصباح
أحمد جلال
الفارق بين زيزو وميدو
«لم أنجح بعد، وما زلت فى بداية الطريق».. هكذا كان تصريح الكابتن عبد العزيز عبد الشافى لكاتب هذه السطور، بعد انتهاء نشوة الفوز على الزمالك، بهدفين مقابل لا شىء، تصريح يعكس دلالات ذات مغزى، ربما يفهم منها البعض أن زيزو تذوق حلاوة النصر، وغرد منفردًا على قمة الدورى، مع انكسار المنافس التقليدى، بالهزيمة فى القمة 111، وربما يكون طموح زيزو، أبعد من ذلك، من خلال استمراره رئيسًا لجهاز الكرة، مع احتفاظه بمنصب المدير الفنى.. زيزو لم يكن يفكر بهذه الطريقة، فى بداية توليه المسئولية بشكل مؤقت، بعد رحيل بيسيرو، بشكل مفاجئ، من أجل تدريب بورتو البرتغالى، مع تحمل الشرط الجزائى المنصوص عليه فى العقد، لكن الفوز على الإسماعيلى والاتحاد وإنبى، ثم الزمالك، مع تحقيق العلامة الكاملة، من دون أن تهتز شباك الأهلى، كان سببًا فى ارتفاع سقف طموحاته، من دون الخوف من تكرار مأساة زميل عمره فى الملاعب فتحى مبروك، أعقاب رحيل جاريدو، لا سيما وأن السمات الشخصية لزيزو، تجعل أى نجم مهما علا شأنه يفكر ألف مرة، قبل أن يصطدم بالرجل، ويخترق حدود التعامل معه، خاصة بعد أن عوقب عماد متعب بالاستبعاد، قبل لقاء القمة الأخير، بسبب محاولته التجرؤ على المدير الفنى، ثم تغريم رمضان صبحى، ومسعد عوض بعد أن اشتبكا خلال مران الأهلى الأخير قبل مواجهة الزمالك فى برج العرب، لكن الحقيقة أن مجلس الأهلى يخشى تكرار التجربة المريرة مع مبروك فى شخص زيزو، وإن كان أحمد سعيد نائب رئيس النادى الأهلى يرحب بذلك بشدة، فى حين تتذبذب وجهة نظر محمود طاهر رئيس الأهلى، بين شد وجذب، فتارة يفكر فى التعاقد مع مدير فنى أجنبى، ثم يصطدم على أرض الواقع، بأبعاد سياسية، وصورة ذهنية قميئة ترسمها سفارات بعض الدول لرعاياها الأجانب، عن الوضع الأمنى فى مصر، على خلاف الحقيقة، وتارة أخرى يشعر بأن زيزو أزاح عن كاهله عبء أوجاع كرة القدم، التى كادت تعصف به، الموسم الماضى، لولا تدخل زيزو لانقاذ بطولة السوبر، من بين براثن الزمالك الأقوى والأكثر تنظيمًا، فى هذه الفترة وسواء بقى زيزو، أو عاد أدراجه لمنصب رئيس جهاز الكرة، فإن نوايا الرجل، وإخلاصه، وتعامله بشفافية، وعدالة، مع جميع اللاعبين، كانت سببًا فى نجاحه، خلال فترة قصيرة مع الأهلى.
وفى المقابل.. حقق ميدو 4 انتصارات بدوره «مثل زيزو تمامًا» بداية قيادته للزمالك، رغم أن الأداء لم يكن مقنعًا، لكن ميدو فرط فى كل السمات التى تحلى بها زيزو، واتسمت قراراته بالمحسوبية والمجاملة، وغياب العدالة، وسمح للإدارة بأن تصدر التوتر للاعبين، على عكس ما كان يفعله فيريرا، الذى تسربت أنباء عن محاولة إقناعه لقيادة الزمالك من جديد، رغم أنه يتقاضى 200 ألف دولار شهريًا، نظير تدريب السد القطرى!!
ميدو دفع ثمن أخطاءه، رغم أنه يحاول الإيحاء أن الإعلام هو الذى حاربه، بدعوى أنه شاب قليل الخبرة، رغم أن أى عاقل، يعلم تمامًا من الذى حارب ميدو، ومن الذى حوّله إلى مدير فنى نظرى على الورق، ثم أطاح به بعد أقل من 37 يومًا من توليه المسئولية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف