المساء
محمد جبريل
ع البحري- مَن يَـرْعَي الإرهاب؟!!
الخبر يحمل أكثر من دلالة.. الدلالة الأهم هي حقيقة العقوبات الأمريكية ضد تنظيم داعش. هل هي حقيقية. أو أن المسئول الأمريكي الأول ـ كما وصفته مرشحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون ـ هو راعي الإرهاب في العالم.
حاصرت عصابات داعش مقاتلي الحشد الشعبي في أجزاء لم تحرر من الرمادي.. استطاعت قوات الحشد الشعبي أن تصمد وتدافع عن مواقعها في ثلاثة محاور. أما المحور الرابع فقد عاني مشكلة نقص التسليح. ولأن أخطاء الطائرات الأمريكية تكررت بإلقاء الأسلحة علي مواقع داعش. والاعتذار. من ثم بأن الأسلحة الصديقة حصل عليها المعسكر المعادي. فقد دعا قائد الحشد الشعبي في ذلك المحور مقاتليه إلي صنع دائرتين في امتداد الأرض. أولاهما كبيرة رفعوا عليها علم العراق. والثانية صغيرة عليها علم داعش. وصح توقع القائد العراقي. لما ألقت الطائرات الأمريكية أسلحتها علي الموقع الذي رفع علم داعش!!
أتحفظ علي الفصائل المسلحة التي تضيف إلي مأساة العراق. كل فصيل يعبر عن مذهب ديني أو عرقي أو سياسي. الأوضاع لا تحتمل التشرذم والعداء بين أبناء الوطن الواحد. حرص الجميع ينبغي أن يتجه إلي الخطر الإرهابي الذي جعل القتل فعلاً يومياً ضحاياه العشرات والمئات من العراقيين. واستلب التراث الحضاري والثروات. ودفع الملايين إلي ترك مدنهم وقراهم. لتعلن المستشار الأمانية أنجيلا ميركل بالفم المليان أن هؤلاء المهاجرين فرصة جيدة أمام القارة العجوز كي تسترد شبابها. أما الساسة العراقيون فإنهم يمارسون ما فعله أهل اسبرطة في القديم. يختلفون. ويتصارعون. ويدبرون المؤامرات ضد بعضهم البعض. تحلم كل فئة بوطن يدين لها وحدها. دون التنبه إلي الأخطار التي بدأت تقضم العراق منذ أمر رجل المخابرات الأمريكي برايمر بحل الجيش العراقي.
كان العراق ـ إلي الغزو الأمريكي للعراق ـ خالياً من التنظيمات الإرهابية. حتي تنظيم القاعدة. إنجاز واشنطن السلبي الأهم في حرب أفغانستان. ظل غائباً عن الساحة العربية. بل إنه اتجه بعملياته إلي بيت الساحر. حين ضرب بيت التجارة العالمي بنيويورك. ثم نشأت. وتعددت. في أقطارنا العربية منظمات إرهابية ذات مسميات غريبة. وإن حاولت التمسح بالإسلام. بدعوي انتشاره بالسيف. علي حد تعبير القاتل المقنع وهو يلوح بسكينه قبل أن يجز أعناق شبان مصريين في عمر الورد. وبدعوي الانتصار لبيت المقدس. رغم أنه لم يقدم أي عملية في فلسطين المحتلة. وقصر إرهابه علي سيناء ومدن الداخل المصري.
لم نصدق مزاعم واشنطن بوقوفها ضد الإرهاب. ورفضنا نسبة تكرار إلقاء أسلحتها علي مواقع الإرهابيين إلي الخطأ. ثم أقدم قائد عراقي ـ لا أعرفه ـ علي تعرية الوجه الأمريكي القبيح بتعمد تزويد داعش ـ التنظيم الذي تزعم واشنطن عداوته ـ بأطنان الأسلحة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف