الأهرام
جمال نافع
وزيــر الســعادة وســعادة الوزيـــر
بمجرد أن أعلنت الامارات العربية عن استحداث منصب وزير السعادة كأول وزارة من نوعها على مستوى العالم، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعى: الفيسبوك وتويتر بالسخرية من حالنا، ولعل أشهر ما قيل فى هذا الشأن «لديهم وزير للسعادة، ولدينا سعادة الوزير». ولأنه ليس هناك تعريف محدد للسعادة، فهى شىء محسوس لا ملموس، ونسبى يختلف من شخص لآخر، فالبعض ربما يراه فى المال، أو الاولاد، أو المنصب والجاه، وربما تجمع كل هذه الاشياء لدى شخص واحد ولا يشعر بالسعادة، فقائمة الدول الأعلى فى نسبة انتحار فى العالم والتى تعلنها منظمة الصحة العالمية تضم عددا من الدول الغنية والمتقدمة، التى ربما لا ينقص مواطنوها شىء من أسباب السعادة.

وأسأل المتباكين على حالنا، ماذا كنتم ستقولون لو كانت مصر هى التى أعلنت عن تعيين أول وزير للسعادة فى العالم؟ أظنكم كنتم ستتندرون وتسخرون من هذا الوضع متسائلين: كيف سيحقق هذا الوزير السعادة للمصريين؟.

ولأن الامارات مولعة بالارقام القياسية، فقد عينت أيضا أصغر وزيرة دولة لشئون الشباب (22 عاما) لتكون أصغر وزيرة فى العالم، ولم يخل الامر من المقارنة صحيحة وذكية هنا، بين هذا الموقف الاماراتى الرائع من تمكين الشباب، وبين مصر التى عينت رئيس لجنة الشباب بمجلس النواب وقد تجاوز السبعين عاما، والذى نفى وجود أى تعارض بين سنه، وبين رئاسته للجنة قائلا: «الشباب شباب القلب، وأنا عندى خبرة أكثر من أى شاب»، والخبرة حجة لو تتبعناها ما تمكن الشباب يوما من أى شىء، ولعل الولايات المتحدة كانت الأسبق فى انتخاب رؤساء للجمهورية فى الاربعينيات. فمتى يتم تمكين الشباب فى مصر؟ أم أن السؤال يجب أن يكون: متى نوفر للشباب مجرد فرص عمل قبل أن نتحدث عن تمكينهم؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف