يستغرب الكثيرون، عندما يشير العقلاء إلى أن جميع المشاكل التى نواجهها يوميا سببها الأول والأخير عدم اتخاذ العلم السلاح الأول فى العمل، وأن العشوائية والمزاج المتقلب والأهواء الشخصية تسيطر على قراراتنا، وإنها السبب الأساسى فى فشل جميع قطاعات الدولة حتى فى الرياضة والسينما.
انقلاب قطار بنى سويف، وأزمة الأطباء وأمناء الشرطة، وقضية سد إثيوبيا وما آلت إليه حتى الآن، وانهيار العمارات فى بعض الأحياء والمحافظات، ورفض قانون الخدمة المدنية من النواب، والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وارتباك حركة المرور على مدى اليوم، والمشكلة الحالية التى تكاد أن تنفجر مع الإعلام والصحافة بسبب تأخير القانون، جميعها قضايا تاه فيها العلم وتصدت لها الفهلوة والعشوائية، وهكذا جميع المشكلات.
فلا نجاح بدون العلم، ولن نتقدم إلا بالعلم والمعرفة، وأمامنا مثال صارخ لا يحتاج لاختلاف نظام التعليم الفاشل المستمر منذ أكثر من 60 عاما، وقضايا النظام الصحى الغارقة فى المشاكل، واللذان افتقدا إلى الاسلوب العلمى فى التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى الطرق المتبعة فى محاولات تصحيح المسار، مجرد تهليل وتطبيل للمسئولين، وإعلام مضلل غير فاهم أو واع لمعنى التعليم والتعلم والحياة الصحية للمواطن، وارتباطهما بالعلم والتكنولوجيا، وأهمية مخرجاتهما للمجتمع.
فإذا أرادت الدولة النهوض والإصلاح، فيجب أن تفيق إلى أن غدا لا يأتى إلا بسلاح العلم، أما إذا تقاعست وظلت على حالها اليومى، فسوف تستمر عقارب الساعة فى التوقف، لأن الزمن لا يتحرك عند المجتمعات النائمة، ويقفز للأمام مع من يحاول أن يتسلح بالعلم والتعلم.