الوفد
سناء السعيد
بدون رتوش- خيار كارثى..؟
ظهرت تركيا على الساحة لتؤكد بأنه لايمكن حسم الموقف فى سوريا بدون تدخل برى تكون منضوية فيه كعنصر فاعل،فهى تبحث عن ثغرة للدخول إلى سوريا عبر بوابة عربية وتحت مظلة أمريكية. ولقد وجدت الفرصة سانحة باعلان السعودية عزمها على ارسال قوات برية. وسارع «جاويش أوغلو» وزير الخارجية التركى أول أمس السبت فقال:(إن أنقرة والرياض يمكن أن تطلقا عملية برية ضد داعش فى سوريا).وقد انتشرت بالفعل قوات جوية سعودية بطواقمها فى قاعدة انجيرلك التركية. وخلال أيام سيجتمع خبراء عسكريون لبحث التفاصيل والخطط العملياتية والتكتيكية.أما وزير خارجية السعودية فلقد سارع ليقول: (إن بشار الأسد لن يحكم سوريا فى المستقبل، وأن التدخلات العسكرية الروسية لن تساعده على البقاء فى السلطة). وهى التصريحات التى حملت فى طياتها النية الحقيقية للدولتين من وراء التدخل فى سوريا. والذى لن يكون لمحاربة داعش وإنما لمحاربة النظام السورى واقصاء الأسد. تزامن هذا مع ما صرح به وزير الخارجية الأمريكى يوم الجمعة الماضى عندما حذر الحكومة السورية من أنه فى حال عدم التزام الجيش السورى بوقف اطلاق النار فقد يؤدى هذا إلى تشكيل قوة عسكرية برية للتدخل فى سوريا.
ولا شك أن الانجازات التى حققها الجيش السورى فى كل الجبهات خاصة فى حلب جعل الميزان العسكرى فى صالح تحالف «بشار» وليس فى صالح تركيا.كما أن دخول السعودية بقوات برية فى سوريا ستكون له عواقب كثيرة تصب بالسلب على وحدة الموقف العربى وعلى مجمل الوضع فى المنطقة. ولهذا آن الأوان لوقف هذا الهياج الحادث فى الساحة والذى لم يفرز سوى العنف والتطرف والارهاب.
يتعين على السعودية التخلى عن نهم الاصرار على رحيل الأسد حيث أن هذا ستكون له توابعه على سوريا الدولة وعلى المنطقة. إذ انها ستخلف صراعا هائلا فى السلطة المركزية. ولقد رأينا ماحدث فى العراق وليبيا عندما تم إقصاء الحاكم فى كل منهما والمآل الذى حل بالدولتين. فالرحيل إذا حدث ستكون له توابعه على سوريا الدولة وعلى المنطقة. ولهذا فإن الحل العسكرى فى سوريا من شأنه أن يفاقم الوضع أكثر وأكثر ويشعل الصراعات الداخلية ويعقد المواقف ليصبح المجال مفتوحا أمام المزيد من ميليشيات الإرهاب المدعومة من قوى كبرى ودول اقليمية لكى تتمدد وتفرض سطوتها على الدولة.سيظل الخيار العسكرى هو الشر بعينه حيث إن مخاطره ستؤجج الصراعات الاقليمية.ولا يمكن لدول عربية أن تكون رأس حربة ضد دولة عربية شقيقة عانت الكثير من الويلات على مدى أعوام خمسة سلطت عليها خلالها حرب كونية وقودها الجماعات الارهابية.واليوم لسنا بحاجة إلى مغامرات جديدة فالخيار العسكرى هو بالقطع خيار كارثى ليس لسوريا وحدها وانما للمنطقة ككل.....
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف