الوفد
علاء عريبى
رؤى- في مقتل الطالب الإيطالي
ما هى حقيقة مقتل الشاب الإيطالي؟، هل قتل تحت التعذيب فى مبنى أمن الدولة؟، هل خطفه بعض الإرهابيين وقتلوه بنفس أسلوب أمن الدولة القديم؟، هل ستنتهي التحقيقات إلى أن القاتل هو المجهول الذى نبحث عنه منذ سنوات؟، ما هو تقرير الطب الشرعي؟، هل تم تعذيبه؟، هل ضرب على رأسه؟، لماذا تتهرب الحكومة ووزارة الداخلية من نشر معلومات الحادث لحظة بلحظة؟، لماذا تركت الرأي العام العالمى يتلقى معلوماته من الصحف الإيطالية؟، متى ستحترم الحكومة عقلية المواطن المصري والعربي والعالمي؟، هل التعتيم على المعلومات سوف ينجى الحكومة من التقصير؟، هل سيرفع عنها شبهة قتل الشاب فى مبنى الأمن الوطنى؟، هل تعتقد الحكومة ووزارة الداخلية أن التعتيم على المعلومات جزء من هيبة الدولة؟.
قضية مقتل الشاب الإيطالي جوليو رجينى خير دليل على عدم الشفافية فى نشر المعلومات، كما أنها توضح الفرق الكبير بين بلد مثل مصر وبلد ديمقراطي مثل إيطاليا، منذ أن عثر على جثة الشاب بطريق مصر الإسكندرية الصحرواى، والمعلومات التى نتلقاها عن الحادث من مصدرين، الأول اجتهادات صحفية مصرية تعتمد فيها الصحف ووسائل الإعلام على المصادر المجهولة، فى بعض الأخبار تسمى مسئولة، وأخرى أمنية مجهولة، وأغلب هذه الأخبار لا يعتد بها، وفى مجملها قد تعبر من قريب أو بعيد عن الحادث.
المصدر الثاني الذى نستقى منه معلوماتنا عن الحادث هو الصحافة الأجنبية، وتحديدا الصحف الإيطالية، أغلب المعلومات فيها صدرت عن مسئولين فى الحكومة الإيطالية نقلوها عن مسئولين مصريين أو عن فريق التحقيقات الإيطالي الذى يشارك فى كشف غموض الحادث، وأغلب الأخبار فى الصحف الأجنبية تتهم الشرطة المصرية، ممثلة فى جهاز أمن الدولة بقتل الطالب الإيطالي، وبصياغة أخرى: بخطف الطالب وتعذيبه حتى الموت ثم إلقاء جثته على الصحراوى.
بالإضافة إلى المصدرين السابقين، انتظرنا جميعا المصدر الثالث الذي سيوجه التحقيقات ويضعها على أول الطريق، وهو تقرير المعمل الجنائي، لكن كالعادة لم تكشف الحكومة المصرية حتى هذه اللحظة عن مضمون التقرير، وقد سربت بعض المعلومات المتضاربة عن مصادر مصرية وأخرى عن مصادر إيطالية، قيل: إن تقرير المعمل الجنائي أكد موت الشاب إثر ضربة بآلة حادة على الرأس من الأمام والخلف، وقيل: إن التقرير كشف عن تعذيب الشاب، وكسر بعض ضلوعه، وآثار تعذيب بالكهرباء فى عضوه الذكرى، وأن الوفاة نتجت عن التعذيب ونزيف حاد بالمخ.
وسط هذه المعلومات المتضاربة ما هى حقيقة مقتل الشاب الإيطالي؟، وما هى المصادر التى يمكن أن تستقى منها وسائل الإعلام معلوماتها عن الحادث؟، وهل بعد ثورتين سنظل على سياسة التعتيم؟، هل المصادر المجهولة هى التى ستتحكم فى الأخبار والتقارير التى تنشرها وتبثها وسائل الإعلام؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف