الجمهورية
مصطفى هدهود
التسوُّل وافتراش الشوارع.. تهديد خطير للمستقبل
انتشرت في مصر خاصة القاهرة والإسكندرية والجيزة ظاهرتان تهددان مستقبل مصر الاجتماعي والعلمي وهما ظاهرتا التسوُّل ومنادي السيارات وافتراش أرصفة الطرق الرئيسية والميادين.
ونلاحظ قيام العديد من الأشخاص والمجموعات التي بحث عن المال والثراء من أبواب غير شريفة وغير إنتاجية بتشكيل مجموعات من الأشخاص شاملاً النساء والرجال والأطفال وتوزيعهم بالشوارع والميادين الرئيسية واحتلال الأرصفة في صورة مجموعات متتالية لاصطياد سائقي السيارات عند نقاط التحويلات وتقاطع الطرق الرئيسية والميادين وأمام المباني التي يتردد عليها المواطنون المصريون مثل مباني السفارات والمحاكم والشهر العقاري وأمام المساجد والكنائس.
وتمثل هذه الظاهرة خطراً كبيراً علي مستقبل مصر الاجتماعي والعلمي حيث تفترش السيدة المتسولة الرصيف وتطلق عشرات الأطفال للتحرك بين السيارات للتسول والضغط علي السائقين وراكبي السيارات للحصول علي أي مبالغ مالية بأسلوب سييء.. ولذلك سيؤدي انتشار هذه الظاهرة في جميع محافظات مصر إلي تربية أعداد كبيرة تصل إلي الآلاف من البنات والصبيان ليس لهم هدف علمي أو اجتماعي أو ثقافي وافتراشهم الطرق وتحولهم إلي شباب مضاد لتقدم الوطن وبث الرذيلة والجنس وإدمان السجائر والمخدرات ثم التحول إلي مجموعات من البلطجية وأدوات إجرامية تستخدمها الجماعات الإرهابية لترويع المواطنين وتخريب الوطن وتؤدي أيضاً إلي زيادة معدل الأمية والتسرب من التعليم.
تتضمن الظاهرة الثانية السيئة والسلبية انتشار وزيادة أعداد القائمين بأعمال ما تسمي "بمنادي السيارات" القديم.. وتسيطر حالياً مجموعات من الشباب الذي يضم للأسف بعض خريجي الجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة علي كل شوارع وميادين القاهرة والإسكندرية والجيزة وعواصم المحافظات وفرض إتاوات علي سائقي وأصحاب السيارات لسداد مبالغ مقابل الانتظار تصل في بعض الأحيان إلي عشرات الجنيهات ونجاحهم في الحصول علي مبالغ مالية يومية تصل لمئات الجنيهات لا يحصل عليها أي موظف متوسط أو كبير في الدولة.. والشيء المؤسف يتضمن تنفيذ أسلوب البلطجية وعدم الاستغلال الجيد لعدد يصل إلي عدة آلاف من الشباب الجامعي وعدم قيامهم بتطوير أنفسهم علمياً وثقافياً. وبقائهم في الشارع طوال اليوم للحصول علي المال وعدم نجاح الدولة في الحصول علي عائد علمي ومالي من تعليم هؤلاء الشباب بالمدارس والجامعات. واعتبارهم نواة لتشكيل مجموعات إجرامية وبلطجية ثم التحوُّل إلي جماعات إرهابية ومخلة للآداب والدخول في مجال تعاطي السجائر والأفيون والحشيش والمخدرات والكحوليات خاصة الذين يعملون أمام الملاهي الليلية والمناطق السياحية.
أناشد الدولة والسادة الوزراء المختصون والسادة محافظي القاهرة والإسكندرية والجيزة باتخاذ الإجراءات الصارمة للقضاء علي هاتين الظاهرتين والضرب بيد من حديد علي المسئولين والمخططين لهذه المجموعات والقبض علي المتسولين والمتسكعين ومستخدمي الأرصفة والميادين كمكان للمبيت.
وأناشد مجلس النواب لإصدار القوانين والتشريعات التي تجرِّم هاتين الظاهرتين لأن البلد في خطر داهم من هؤلاء ولا يُعقل اجتماعياً وإسلامياً أو قبطياً أن يفترش ويقيم الأب والأم بأرصفة الشوارع واستخدامها كمكان سكني ويعاشر الرجل زوجته في الشارع وبجواره أولاده.
مرة أخري أناشدكم جميعاً بالتصدي لتلك الظواهر المهددة لمستقبل مصر الاجتماعي والعلمي.
إن السكوت عن مواجهة هذا الخطر سيجعل القاهرة والإسكندرية والجيزة مثل بومباي وكلكتا في الهند وسيصعب علينا التغلب علي هذه الظواهر مستقبلياً خاصة مع الانفجار السكاني الحالي والمستقبلي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف