الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
.. وتراجعت الحكومة أمام الرغيف
كنت قد كتبت منذ أيام تحت عنوان "كله إلا القمح".. كانت الحكومة تريد توفير جزء من المبالغ المخصصة لشراء القمح المحلي من الفلاحين بعد أن وصلنا في العام الماضي إلي خفض الكمية المستوردة من القمح إلي ما هو أكثر من النصف.. بلغت كمية القمح المحلي في الموسم الماضي 5.58%.. ولكن الحكومة الحالية رأت أن تصرف إعانة قدرها 1300 جنيه لكل فدان قمح.. علي أن يتم شراء القمح من الفلاحين طبقاً للاسعار العالمية.. وهذا معناه أن ربح الفلاح سينخفض لأكثر من 115 جنيهاً لكل أردب.. قال الفلاحون "يفتح الله".
كتبنا وكتب غيرنا.. كما اعترض عدد من النواب واتصل بعضهم بالحكومة.
في صحف الأمس.. قررت الحكومة إلغاء قرار الإعانة وخفض الأسعار وعادت إلي ما كان عليه في العام الماضي.. وهناك أمل كبير أن تكون نسبة القمح المحلي تزيد علي العام الماضي كثيراً ونحن في طريقنا إلي الاكتفاء الذاتي بإذن الله تعالي.
ہہہ
ولا أدري لماذا لا تستفيد الحكومات المتتالية من أفكار ومشروعات الحكومات السابقة.
كان من أحلام السادات "الاكتفاء الذاتي" في القمح في الطريق إلي العودة إلي ما سميناه زمان "مصر سلة قمح العالم" عندما كنا نصدر القمح لكل دول العالم.. خلال حرب كوريا عام 1950 طلبت أمريكا من الملك فاروق إرسال سفينة قمح إلي الجيش الأمريكي في كوريا وستدفع ضعف الثمن.. رفض مصطفي النحاس رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن الحياد الإيجابي بين الكتلتين الأعظم علي سطح الكرة الأرضية!!
كلف السادات المهندس الزراعي حسين عثمان بدراسة مشروع الاكتفاء الذاتي.. وبالفعل قدم مشروع الصالحية.. فأمر بالبدء فيه علي أن يتم افتتاح المشروع رسمياً باحتفال كبير بعد 6 أكتوبر.. فتم اغتيال السادات في 6 أكتوبر وقام مبارك بهدم المشروع في اليوم التالي لاغتيال السادات.
لماذا لا تدرس الحكومة مشروع الصالحية وتبدأ تنفيذه فوراً.. ولو عن طريق إدارة الخدمات بالجيش ومع كل خريجي كليات الزراعة في مختلف الجامعات الذين لم يلتحقوا بعمل ما.
المزارع الجماعية مثل مشروع الصالحية خير من استصلاح أجزاء متفرقة من المحافظات وخارج المحافظات وتمليكها للشباب.. قلتها مائة مرة.. المزارع الجماعية تساوي محصولاً أوفر ونفقات أقل مع فرصة المصانع والمشروعات الجانبية.. مصانع الألبان واللحوم والجلود والسماد مع مشروعات تجارة الماشية وأبراج الحمام وخلايا النحل.
ہہہ
لا أدري سبباً لعداء الحكومات المتتالية لكل المشروعات القديمة التي شبعت دراسة!! الرئيس أشار في خطابه الجامع أمام البرلمان إلي أهم ثلاثة مرافق تم إهمالها سنوات طويلة جداً رغم وجود مشروعات قديمة للنهوض بها.. التعليم والصحة والإعلام.
التعليم.. عندنا مشروع طه حسين الذي تم تشويهه.. الصحة.. عندنا مشروع محمود محفوظ الذي تم تمزيقه ولم يكن السادات قد دخل قبره بعد!!
الإعلام..بدأ يوسف بطرس غالي في تنفيذ بعض أفكاره قبل أن تقوم ثورة يناير بأيام أو ساعات.
عودوا إلي هذه المشروعات المدروسة علي أعلي مستوي.. وستعود مصر إلي أبهي ما كانت عليه من قبل.. والله معنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف