الأهرام
مرسى عطا الله
ماذا يريد السيسى ؟
لا أظن أن بمقدور العالم العربى أن يغادر خنادق التخلف باتجاه شواطىء التقدم دون أن يحدد وبوضوح أن جوهر أزمته ينحصر فى رسوخ قواعد وركائز ثلاثية التخلف المتمثلة فى الفقر والجهل والاستبداد ولأنه لا يفل الحديد إلا الحديد فإن هذه الأمة تحتاج إلى ثلاثية مضادة هى العلم والتنمية والحرية.

والحقيقة أن الحرية هى المدخل الطبيعى لتحصيل العلم وإنجاز التنمية لأن الحرية لا تعنى فقط حرية الرأى وإنما تشمل حرية الفكر وحرية العمل ودون إغفال بعد المسافة بين الحرية والفوضى لأن الحرية إذا لم تقيد بتحكيم العقل وتزكية الأخلاق تصبح بيئة مناسبة لإنبات كل أشجار الفوضى والعشوائية والانفلات.

وليست هناك أمة بلغت ما تتمنى على طريق الحداثة والتقدم وبناء القوة الشاملة دون اعتماد على العلم والعمل والحرية كفكر واضح وكسلوك تحت أقصى درجات الجدية والالتزام.

وإذا كانت الحرية تحتاج إلى مزيج متوازن من الصدق والشجاعة فإن العلم ليس مجرد تحصيل للمعارف بقدر كونه مدخلا لتهذيب الطباع وترسيخ الفضائل وتجديد الأخلاق حتى يمكن إحداث الامتزاج المطلوب بين العلم والعمل لأن ذلك هو المدخل الوحيد والصحيح لبناء الأمل الذى تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى خطابه أمام البرلمان قبل أيام مشددا على أهمية ثنائية العمل والأمل.

لقد أراد الرئيس السيسى أن يقول بكل الوضوح والصراحة أنه لا أمل بغير عمل لأن التبشير بالأمل دون عمل هو نوع من خداع النفس وزراعة الوهم الذى سرعان ما يرتد إحباطا ويأسا نحن فى غنى عنه فضلا عن أن حجم التحديات التى تواجهها بلادنا لا تترك أمامنا أى خيار سوى خيار العمل.

وإذا كان الرئيس قد أفاض فى شرح العديد من التكليفات والإنجازات باعتبار أن ذلك خطاب فى افتتاح دورة برلمانية جديدة يستهل بها برلمان ثورة 30 يونيو عمله فإن الأهم من وجهة نظرى والذى فهمته من ثنايا الكلمات والسطور أن شعار المرحلة يتلخص فى كلمتى «الأمل والعمل» لأن الأمل هو أقوى سلاح ضد حرب الأكاذيب الرخيصة التى تشنها فضائيات الدوحة واسطنبول ولندن أما العمل فهو الشاهد على أرض الواقع الذى لا يستطيع أن يكذبه أحد!

خير الكلام:

<< إذا الحمل الثقيل تلقفته.. أكف القوم هان على الرقاب!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف