** بعيدا عن نتيجة مباراة القمة بين الأهلي والزمالك التي أقيمت يوم الثلاثاء الماضي. فان ما حدث قبلها من رئيس نادي الزمالك يحتاج إلي وقفة منه.. قبل غيره.
إذ رغم أن شخصية مرتضي منصور رئيس الزمالك تعد - عمليا - من الشخصيات المريحة للصحفيين والإعلاميين " حتي لو تحفظ عليه البعض بأنه يهوي الأضواء والشهرة " لأنه لا يمتنع - بجرأة - عن الرد علي أي سئوال ولا يتهرب من استفسار.. رغم هذا إلا أن ما قام به قبل القمة من سيل منهمر للتصريحات وضعته في موقف لا يحسد عليه.
إذ المفترض انه بحكم رئاسته للنادي يجب أن يكون هو خط الرجعة الأخير لأي قرار يخرج من ناديه. لكنه دأب علي أن يكون هو بداية القرار. فيصعب مراجعته من مجلسه باعتباره أكبر رأس. وإذا راجعوه يحرصون علي ألا يحرجوه.. فكم من مرة عاقب لاعبين ثم عاد وسامحهم بعد تدخل أولاد الحلال من أعضاء النادي.
هذه المرة - قبل مباراة القمة - بدأ بتصريح الواثق الجازم.. وقال: لو انطبقت السماء علي الأرض لن نلعب في برج العرب.. وتبعه بتصريح انه حصل علي موافقة الأمانة العامة للقوات المسلحة للعب في ستاد الدفاع الجوي. بعدها قال أن لديه أوراق رسمية تؤكد أن "بترو سبورت" هو ملعب الأهلي. واتبعه بفيديو قال فيه " طز " في اتحاد الكرة واتهمه بالتزوير.. بعدها قال انه سيطالب بتأجيل اللقاء. وتلي ذلك بأنه سيجتمع بوزير الداخلية لحسم ملعب المباراة .. واخيرا: خرج ليعلن انه سيلعب في برج العرب حفاظا علي سلامة البلد ونظرا للظروف الحالية.
هذه التصريحات قابلها تصريحات فقط من الأهلي..الأول: لسيد عبد الحفيظ مدير الكرة "أي ليس رئيس النادي أو عضو مجلس إدارة" وقال أن اختيار الملعب من حق الأهلي بوصفه صاحب اللقاء. والثاني: لزيزو المدير الفني حينما قال إن فريقه ليس طرفا في مشكلة الملعب.
المهم أن نتيجة تصريحات رئيس الزمالك المتتالية انتهت إلي انه لعب في برج العرب رغم أن السماء لم تنطبق علي الأرض. ليصبح في حرج شديد. ويعلن انه سيستقيل بعد القمة.. غيرانه لحق هذا التصريح بتصريح آخر يمهد لاستمراره حينما قال إن هناك من فرح بإعلانه الاستقالة عقب القمة .. وطبعا هو لا يريد أن يفرح فيه هؤلاء.. وحتما سيغيظهم ويبقي.
المستشار عليه أن يراجع نفسه وان يعلم أن الكلام لايجدي في مواقف تحتاج إلي الصمت.. لديه مدير نادي ومدير كرة ومدير فني وأعضاء مجلس إدارة .. لابد أن يكون هو آخر من يتحدث في ناديه حتي يكون هناك خط رجعه لأي قرار يثبت خطأه أو عدم القدرة علي تنفيذه.. هكذا يتجنب هو والنادي ومن فيه أي إحراج.