محمود غلاب
الطريق الوحيد- هل للحب يوم
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، وأهل الصعيد يقولون: إذا جاء العيب من أهل العيب مبقاش عيبًا، والمرادف له: إذا جاءتك المذمة من ناقص فهذه شهادة بأنك كامل! والقرآن الكريم جاء فى إحدى أياته: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. وأصابت قناة C.B.C أهالى الصعيد فى أخلاقهم عندما سمحت لإنسان موتور أن يقول ما قاله فى أحد برامجها، وبعد أن خرجت الرصاصة الطائشة ندمت القناة واعتذرت لنساء مصر ومحافظات الصعيد، ولأنى أرى أن هذا الشخص لا يستحق حتى كتابة اسمه فى هذا المكان، لا يستحق أيضًا ملاحقته قضائيًا كما فعل بعض أهل الصعيد والمنظمات الحقوقية وبعض النواب.
واعتبره انسانًا مريضًا يحتاج إلى علاج نفسى، وتتطلب حالته الحجز له فى مصحة لمتابعة قواه العقلية ولكن يظل عتابى للاعلامى خيرى رمضان الذى استضاف هذا الإنسان المشوه نفسيًا وسمح له بسب وقذف نساء الصعيد، وقد عاش خيرى فى سوهاج أيام الجامعة، ويعلم أن أخلاق الصعيد لا تعرف هذه المفردات التى تفوه بها هذا «المطحون» وربما كان ينفس عما فى نفسه وما يعيشه هو من ظروف حاول أن يلصقها بمجتمع الكلام فيه عن الشرف يساوى طلقة رصاص، أو كما يقول الصعايدة تطير فيه رقاب.
وأركل بقدمى هذا المسمى إنسانًا الذى حاول أن ينشر الفسق والرذيلة فى مجتمعات لا تملك إلا الشرف وانتقل للحديث عن ناس ينشرون الحب والاحترام والإنسانية والمودة والرحمة والتآخى والكرامة فى يوم الحب، وأسأل هل الحب يحتاج إلى يوم أو عيد نعبر فيه عنه، هل نكتفى بيوم واحد للحب، أم أنه عملية مستمرة، مثلاً الحب الذى عبرت عنه سيدة الغناء العربى بأنه جميل للى عايش فيه له ألف دليل اسألونى عليه، والحب الحقيقى أيضًا يعيش وبيعلمنا نسامح، وليس نتطاول على بعض، ونرمى المحصنات بما ليس فيهن. نساء مصر هن اللاتى تقدمن الصفوف فى ثورتى 25 يناير و30 يونية، وتقدمن الصفوف فى جميع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وفى الاستفتاء على الدستور، نساء مصر أشرف وأرجل من المخنثين الذين يتطاولون عليهن، ويطعنونهن فى شرفهن.
شاهدت لافتة حب فاجأ بها زوج زوجته، عندما اكتشفت أنه قام بتعليقها أمام بلكونة المنزل يقول فيها متزعليش منى أنا باحبك. كنت اعتقد أن اللافتات يتم رفعها فى المظاهرات فقط للاحتجاج على قرارات الحكومة مثلا، ولكنها تحولت إلى وسيلة للتعبير عن الحب. وكنت أعتقد أن الحب بهذا الشكل فى الأفلام فقط عندما قام مرجان بتعليق لافتة كبيرة أمام شقة جيهان وكتب عليها مرجان بايحب جيهان، وعندما شاهدتها ميرفت أمين اندهشت من كل هذا الحب الذى يكنه لها عادل إمام (فى الفيلم) حتى كتب لها عبارات الحب على زجاجات المياه، والأكواب. ولكن حدث الفيلم فى الواقع ورفع ضابط شرطة لافتة لزوجته قام بتعليقها أمام منزلها يقول لها فيها باحبك. وقال إن جدية ضابط الشرطة لا تتعارض مع الرومانسية.
وقال انا إنسان وما حدث منى مشاعر شخصية لا تحتاج إلى إذن. الحب يرتقى بالإنسان ويرتفع به فوق مستوى التدنى، وهو مشاعر خلقها الله فى البشر، ليست بالضرورة أن تكون بين اثنين بل تتسع لتجعلنا نحب كل البشر، أما الذى يغتاب البشر فهو أقرب إلى الحيوان ولا يستحق أن ينتسب إلى الإنسانية.