في هذه الزاوية ومنذ أكثر من عام وحتى أسابيع ماضية وقبل تولى ميدو وحازم إمام المسئولية الفنية لفريق الكرة بنادي الزمالك، والعبد لله يصرخ بأن ما يحدث في القلعة البيضاء من تغيير للأجهزة الفنية بشكل غير مسبوق، وصلت لثمانية مدربين في عام ونصف العام بدءاً بميدو ونهاية بميدو أيضاً، سيخلف وراءه دماراً فنياً مع ضغوط متتالية على اللاعبين، وإحساسهم والأجهزة الفنية بأنها تعمل تحت ضغط يزيد حملاً على الجميع خاصة اللاعبين فوق الحمل البدني والفني لدرجة بات أداؤهم روتينياً كالموظفين ناهيك عن انخفاض المستوى الفني لبعضهم خاصة باسم مرسي بعد أزمته الأخيرة، وبدا كأن اللاعبين يحملون أجولة من الرمال في أقدامهم وكل تفكيرهم أثناء المباراة وقبلها وبعدها في تغيير جهاز أو توقيع عقوبة مالية أو خصم من عقودهم.
كرة القدم فن يحتاج لعقل متفرغ لأداء مهمته بعيداً عن عصا غليظة تقرع الظهور وتتيح للمنافس الأقل فنياً أن يحصل على الفوز بسهولة ويعتلي منصة التتويج.
المشكلة ليست في ضم أفضل اللاعبين لاستعادة مجد أو بطولات غائبة، المهم توفير المناخ المناسب والمحاسبة نهاية الموسم أو نهاية الدور الأول، والظروف التي عاشتها الأجهزة الفنية طوال الفترة الماضية كانت صعبة ولو تولى مورينيو أو لويس إنريكي المسئولية الفنية للأبيض في هذه الأجواء لن يضيف شيئاً لأن الأزمة ليست في مدرب بل في لاعبين فقدوا الثقة في أنفسهم وإمكانياتهم.
وتبادل الاتهامات والشتائم بين رئيس ناد ومدرب أساء للقلعة البيضاء وكل منهما حاول أن يبعد اتهام الآخر له فإذا كان رئيس ناد يتدخل في الشأن الفني، فلماذا انتظر هذا المدرب العالمي حتى تحدث الكارثة ويشمر عن ساعديه، وما أفصح عنه كشف أنه ليس على قدر المسئولية حيث سمح للغير حتى لو كان رئيساً للنادي يقتحم اختصاصاته المسئول عنها في حال حدوث إخفاق، ورئيس النادي إذا كان يرى بأن المدرب بهذا السوء فلماذا استعان به لتدريب فريق بقيمة وقامة القلعة البيضاء؟!
يقيني أن ميدو لم يفتح النار بهذا الشكل غير المسبوق إلا بعد ان توقع صعوبة العودة ثانية لقيادة الفريق الأبيض على المدى القصير والطويل بعد أن حصل على الفرصة مرتين وكانت قراءته صحيحة في الأزمة الأولى التي أطاحت به، وبذكائه نجح في العودة من جديد لالتزامه الصمت.
الحل ليس في مدرب عالمي.. الحل في تشكيل لجنة فنية صاحبة خبرة كروية متخصصة تختار مدرباً ولو محلياً ويشترط فيها موضوعيتها وثقة الجميع فيها، ولا تسمح بتدخل أحد في اختصاصاتها.. مهماتها اختيار وتشكيل الجهاز الفني للفريق الأول ويتوفر لها وللجهاز الفني الجديد الصلاحية الكاملة ومحاسبتها مع المدرب في نهاية الموسم.. أما ما يحدث حالياً فهو فيلم كوميدي لن ينتهي عرضه..!