أبو العباس محمد
بعد السلام .. محافظ الغربية ومكالمة «نص» الليل
كانت الساعة تقترب من منتصف ليل مساء أمس الأول الاثنين، عندما هاتفتنى السيدة نيرمين نور المسئولة عن حملة شارك، وهى حملة أنطلقت منذ خمس سنوات مع انطلاق اهداف ثورة يناير 2011،
قدمت خلالها العديد من المبادرات والحملات لمساعدة المرضى من الفقراء والبسطاء وغير القادرين فى توصيل صوتهم وعلاجهم ورصد همومهم وومقاومة إهمالهم فى المستشفيات العامة، مع رصد دقيق وفعال لأداء القيادات الصحية واوجه القصور لسياسات التأمين الصحى بمشاركة خبراء واساتذة متخصصين فى الطب يجيدون تفهم متطلبات البسطاء ويعرفون جيدا ملاعيب ومراوغات الكبار، ربما لاتراهم على الفضائيات وفى مهرجانات الاخلاق الممولة المزيفة، ولكن ما اكثرهم فى بلادنا، فقط يراهم ويشعر بوجودهم معهم وبينهم الغلابة والضعفاء، فهم لايحبون الاضواء ويفضلون تقديم الخير والخدمة فى صمت، وانت فقط بعينيك وأذنك تقرأ وتسمع وتصفق لمايفعلون.. وليسمحوا لى ان اذكر اسماءهم رغم معرفتى الكاملة برغبتهم فى التخفى وهم أساتذة الطب دكتور حسين خالد، دكتور حسام كامل، دكتور حسين خيرى، دكتور محمد لطفى، جميعهم قامات سامقة شامخة فى الطب والانسانية، ابواب مكاتبهم عياداتهم فى المستشفيات هواتفهم دائما مفتوحة وخدمة 24 ساعة لاتنقطع من اجل المقهورين والمحرومين والمهمشين.
كان صوت السيدة نيرمين ولاول مرة خلطة رائعة بطعم الفرحة والشجن والاندهاش وهى تقول: هل تصدق أن فى بلادنا مازال لدينا مسئولون يهتمون بالغلابة ، لا اتمنى ان يكون ذلك حلما - وراحت تكمل قائلة : تتخيل انى وبمجرد ان طلبت رقم هاتف محافظة الغربية اللواء احمد ضيف اجابنى على الفور فابلغته بمشكلة مواطن من البحيرة كان يصارع الموت ويحتاج لنقله الى غرفة الرعاية المركزة بمستشفى طنطا لانقاذه –، وماهى الا دقائق، فوجئت به يبلغنى بان كل اجراءات استقبال المريض جاهزة والغرفة والاطباء فى انتظاره سيبذلون قصارى جهدهم لعلاجه.. كم أعاد لى هذا الرجل الامل والشعور بان بلادنا مازالت بخير.. قالتها السيدة نيرمين وانا اكاد اسمع صوت دموعها من التأثر ، وعندما سألتها عن سر هذا الانفعال بذلك الموقف وهى الخبيرة الاستاذة فى التعامل مع مثل هذه الحالات لسنوات طويلة.. قالت: لأنه فئة نادرة فى الحكومة ونحتاج الكثير من امثالها، فلماذا لايكون عمل الخير مهمة قومية مع كل طلعة شمس كما قال يوسف ادريس.