استوقفنى بل استفزنى منذ فترة طويلة هذا الاختفاء غير المبرر للمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وعدم ظهوره أمام الرأى العام بما يليق بمن يحتل هذا المنصب الرفيع المستوى وكأنه يخشى أن يتسبب له الظهور إعلاميا فى الصعود الى الهاوية فيلقى نفس مصير المهندس إبراهيم محلب الذى كان يعشق «الميديا» مثل عشقه لعينيه ، فكانت النتيجة الصادمة له ولنا أن اختفى تماماً وبشكل مفاجئ دون أن يكون لديه أي بارقة أمل فى الرجوع مرة أخرى خاصة بعد هذا الكم الهائل من الانتقادات الشديدة التى طالته .
وأعود الى المهندس شريف اسماعيل فمع الاحترام الشديد لشخصه الكريم وأدبه وأخلاقه الرفيعة إلا أنه ومنذ أن جلس على مقعد رئيس مجلس وزراء مصر لم يجبر أحداً فى الشارع على أن يشعر به بل هناك من يعتقدون ان المهندس محلب هو رئيس الوزراء وربما يكون المواطن البسيط له كل العذر فى ذلك فهو لم يسمع لرئيس الوزراء الحالى صوتاً خاصة فى أوقات الشدائد والمحن. فهل المهندس شريف اسماعيل مدرك لما يجرى من غليان حوله وعلى الرغم من ذلك صنع لنفسه «ودنا من طين والاخرى من عجين» أم أن المهام الملقاة على عاتقة متشعبه بشكل كبير لدرجة أنه ليس فى مقدوره السيطرة عليها فآثر السلامة وقرر الابتعاد عن الأنظار.

وهنا حينما اتحدث عن ضعف أداء من يجلس على مقعد رئيس مجلس الوزراء فإننى حرصت كل الحرص على عدم كتابة أي كلمة خادشة للحياء فى حق شخص يتمتع بهذا القدر الكبير من الاهمية .. ولكن لان كل شئ جائز فإننى اخشى ان أفاجأ ذات يوم بظهور تهمة جديدة يطلقون عليها اسم «إزدراء مجلس الوزراء». على العموم .. ربنا يستر !!