الأهرام
جمال زايدة
تأملات سياسية .. أين الإجماع الوطنى ؟
فى اللحظات الفارقة من تاريخ الشعوب وفى لحظات الخطر من السهل أن تتجمع الأمة حول أهدافها؟.
ما يحدث الآن فى مصر وحولها يمثل لحظة فارقة أما أن نحسن إدارة شئون بلدنا وعلاقتنا الخارجية بحيث ننجو من مصير الفوضى الذى كان من نصيب دول الجوار - ليبيا وسوريا والعراق واليمن - وأما أن نواجه وضعا متعثرا.

لكن الشواهد تشير إلى أننا لم نستطع بناء إجماع وطني حول قضايانا الرئيسية!.

لم نستطع أن نبنى إجماعا حول قضايانا الاقتصادية: من يدير الاقتصاد وفى أى اتجاه؟ وما هى الأولويات؟ وهل تحتل الصحة والتعليم أولوية كما ذكر الدستور.

لم نستطع أن نبنى إجماعا وطنيا حول أهمية إصلاح قطاع الأمن الذى يسبب مشكلات قاتلة على صعيد العلاقات الدولية ويتم تبريرها بتصرفات فردية .

لم نستطع أن نبنى إجماعا حول قضية المطالبات الفئوية وضرورة تأجيلها إلى حين عبور عنق الزجاجة . لم نستطع أن نبنى إجماعا حول أهمية حرية التعبير والصحافة باعتبارها من الحريات الاساسية التى ساعدت على تقدم المجتمعات فى الغرب .

لم نستطع أن نبنى إجماعا وطنيا حول قضايا التنمية والاقتصاد.

لماذا لم نستطع أن نبنى إجماعا حول هذه القضايا؟

ولماذا تنفجر الكثير من القضايا وتصل إلى التطرف فى تبنى حلول مثل قضية الأطباء ووضع أمناء الشرطة وغيرهما.

الإجابة أن الدولة لا تجيد التعبير عن خططها وتبدو فى شكل العاجز الذى يواجه مشكلات حوادث القطارات بلا حلول.. وتدهور الخدمة الطبية فى المستشفيات .. وانهيار منظومة التعليم.. كما لا تجيد تبنى الحلول التى تؤدى إلى نتائج واضحة.

بناء الإجماع يحتاج إلى رؤى واضحة وحوار عام وتنفيذ على الارض .. دون ذلك سوف نبدو كمن يدور فى حلقات مفرغة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف