الجمهورية
محمد نور الدين
"نواب".. المصالح الضيقة..!!
لم يرتق أداء بعض النواب.. لما يتطلع إليه المواطن.. أو يستحقه الوطن الغالي.. بل بدا منهم ما يبعث علي الخوف والقلق.. ويستوجب النقد اللاذع.. وهم الذين جلسوا تحت القبة.. لكي يشارك كل منهم في إقامة الدولة المصرية.. علي أسس متينة.. وركائز صلبة.. تتيح لها القدرة علي تجسيد تطلعات وطموحات الشعب.
انصرف "البعض" عن مهمته الأساسية في الرقابة والتشريع.. وانشغل عن دوره الهام في التعبير عن نبض المجتمع.. ونقل مطالب الغلابة.. وراح يهتم بمصالح ضيقة. وقضايا فرعية.. تعرقل مسيرة الإصلاح والتنمية..!!
من الأمثلة الصارخة.. ذلك "النائب" الذي اغتر بعدد أصوات ناخبيه.. وأصابه جنون العظمة.. وحتماً تحطمت أطماعه علي صخرة الواقع.. اتخذ مواقف أثارت السخرية والتهكم.. بداية من تكميم فمه.. ونهاية بزعم أنه "مفجر ثورات".. ملقياً جانباً مصالح من وثقوا فيه!!.. ونائب آخر توهم أنه جاء ليأمر فيطاع.. هوايته الدخول في معارك وصراعات.. يهدد الزميل.. يتوعد الوزير.. يهاجم من ينتقده بأقذع الألفاظ وأحط العبارات..!!
نائب ثالث.. لم يذكر مطلباً واحداً للناس الغلابة.. بينما أول ما طالب به تحت القبة زيادة بدل الجلسات. ومضاعفة المكافآت. وتخصيص مقر إقامة جديد يناسب وضعه وحصانته الرفيعة..!!
عيون أحد النواب.. لم تر في افتتاح عشرات المشروعات القومية ومليارات تكلفتها.. ولم يلفت انتباهه حجم العطاء والجهد الكبير.. سوي "السجادة الحمراء".. التي أثارت حنقه وغضبه.. وحجبت رضاه عن الإنجازات والنجاحات..!!
بدلاً من أن يكون جزءاً من الحل.. أصر علي أن يصبح جزءاً من المشكلة.. فانغمس أحد النواب يثير الفرقة. ويوسع الهوة ويعمق الخلاف بين الأمناء والأطباء.. ضارباً بالأمن القومي عرض الحائط..!!.. حتي الأحكام القضائية تجرأ عليها نائب من "إياهم" منتهكاً القيم والمبادئ.. رافضاً الانحياز لأسس الدين الحنيف.. واندفع يهاجم من وضع فاطمة ناعوت وإسلام بحيري وراء القضبان عقاباً لهما علي المساس بالسنن والشرائع..!!
يكفي أن من بين 598 نائباً.. يتصارع 500 علي احتلال المناصب الرئيسية.. وهناك سباق محموم داخل البرلمان لرئاسة اللجان النوعية.. في الوقت الذي توارت القضايا الجماهيرية.. والمشكلات المزمنة خلق المآرب الذاتية والمصالح الشخصية!!
إنها "صغائر".. لا تصدر من أناس كبار.. ومصالح ضيقة لا يحرص عليها إلا "النرجسيون".. وأهداف مغرضة.. لا يسعي إليها إلا "المتربصون".. وهو الأمر الذي يتعارض تماماً مع المصلحة العليا والقومية والأهداف المرجوة التي يتطلع إليها أبناء الوطن المخلصون.
إن الوطن.. يحتاج إلي العمل الشاق. والجهد الخلاق.. لمواجهة التحديات الشرسة.. واجهاض مخططات المتآمرين.. ومسيرة الإصلاح والبناء والتنمية.. تقتضي تضافر الجهود. وتوحيد الصفوف. وتشابك الأيادي وتفاعل العقول.. وتستوجب إعلاء المصالح العليا.. وتجرد الجميع من الأنا والنرجسية.. وتقديم الإيثار والغيرية.. وقد صار فرضاً الآن علي كل نائب.. أن يتحلي بالولاء والنزاهة.. ويعمل للبناء والتعمير.. ويجتهد للتحسين والتعديل.. وينتصر للحرية والديمقراطية.. وينحاز للوطنية والقومية.. ويلبي نداء الأغلبية.. لإرساء قواعد العدالة الاجتماعية. والكرامة الإنسانية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف