الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
عفواً .. نحن نريد الصدمات
من يستطيع أن يحل "لوغاريتم الاستثمار" في مصر؟!!
العالم كله معترف بأن خير استثمار في مصر.. لماذا؟!!
.. لأنها أرض خصبة.. بمعني أن ستين عاماً مصر تخوض في حروب ومؤامرات ومحاولة تحقيق طموحات شخصية لأحد الرؤساء.. حتي أفلست الخزانة. وفقدنا ثلث الأرض. وتأزم الموقف.
.. ولما جاء رجل الحرب والسلام.. بعقلية سياسية فزة.. وكسب الحرب. وبدأ إصلاح الداخل قتلوه في ليلة عرسه.. ثم ثلاثون عاماً من بعده لم يتم فيها أي مشروع.. لذا أصبحت مصر دولة "علي البلاط" تحتاج لبنائها من جديد.. دولة خصبة.
نعم.. التركة ثقيلة للغاية.. يزيد عليها مكافحة أطماع من يريد الاستيلاء عليها.. مصر الآن مثل يوم أن جاءها محمد علي الكبير عام 1805. مرسل من السماء هدية إلي أرض الكنانة.. مصر الآن مثل اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية 1945. لا توجد فيها طوبة فوق طوبة!!
ومع ذلك.. أصبحت مصر أقوي دولة في المنطقة وأغني دولة.. وصل جيشها إلي تركيا لتجبر أوروبا علي أن توقع معها معاهدة سلام.. وتحولت اليابان إلي نمر اقتصادي. خير من الدول التي كسبت الحرب.
* * *
نحن الآن في بداية نفس الطريق.. طريق محمد علي واليابان وألمانيا.. نحن معترفون بأن الطريق طويل ويحتاج إلي تضحيات.. ولكن في نفس الوقت نريد أن نسرع الخطي.. البداية كانت رائعة في حفر قناة ثانية.. ولكن أصبحنا مثل الفريق الذي فاز في مباراة مهمة. ثم نام يحلم بالفلوس. ويستيقظ ليفرح بالفوز!!
* * *
رئيس الوزراء في اجتماعه مع رؤساء التحرير. وبعض الكُتاب قال إن سياسته هي "صناعة الأمل". كبرنامج ثابت للحكومة!!.. ولا نعمل بطريقة "الصدمات"!!.. لا.. نحن نريد الصدمات.. نحن نريد "صدمة القناة الثانية" وصدمة "الضبعة" وغيرهما.. لم تعد أعمارنا ولا صبرنا يحتملان انتظار صناعة أمل. ثم نحاول أن نحققه.. هذه هي سياسة مصر منذ سنوات طويلة جداً.. كانت العبارة المأثورة زمان في خطاب العرش. وكانت موضع سخرية وهي "وستعمل حكومتي كذا وكذا".
نحن الآن في الجمهورية الثالثة بعد النظام الملكي بسنوات طويلة.. ثم الدنيا تغيرت.. الناس زاد عددها.. والغلاء توحش.. والأخلاق أصبحت موضة قديمة.. وعادة إذا ساءت الحالة الاقتصادية انحدرت الأخلاق إلي الحضيض. وانتشرت الرشوة. وتوغل الفساد!!
* * *
ثم نحن لا نطالب بالصدمات..
هل إذا طالبنا بتحويل هيئة السكك الحديدية إلي شركة.. ويا ريت تكون أجنبية. أو حتي أجنبية مصرية. تعتبر هذه صدمة؟!!!
وزير المواصلات نفسه في تصريح له يوم خروج القطار عن طريقه قال ما معناه: مستحيل منع مثل هذه الحوادث. أو تصريح بهذا المعني..
ونحن نقول له إن كل دول العالم لا تري حوادث ساذجة بهذا الشكل.. التليفونات انتظمت بعد أن كنا نتبع طريقة "كشوف الانتظار" مثل طوابير الفراخ.. هل كان هذا سيحدث لو كانت هيئة السكك الحديدية شركة؟!!... الناس مازالت تحلم بأتوبيسات أبورجيلة زمان.. ماذا لو كانت هيئة النقل العام شركة؟!!.. نحن مازلنا أسري الروتين. والنظام القديم الذي أوصلنا إلي ما نحن عليه الآن... ونتابع..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف