** تعددت الجوانب التى يمكن تناولها قبل انطلاق مباراة القمة 111 بين الأهلى والزمالك .. أتوقف أمام جانب مهم أراه " شهادة " للتاريخ فى شخصية المستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك الذى جاء تصرفه بالموافقة على اقامة المباراة باستاد الجيش فى برج العرب ليؤكد أنه بالفعل وليس بالكلام نموذج لرجل الدولة المسئول .
هذه المرونة فى التفكير هى ما نفتقرها فى حياتنا المعاصرة بوجه عام والوسط الرياضى بوجه خاص .. ودون تحيز أو مجاملة أقول أن مرتضى منصور حين التقى بقيادات وزارة الداخلية واطلع على ما لم يكن يعرفه من معلومات من شأنها أن تؤثر على أمن وسلامة جميع الموجودين داخل الاستاد فيما لو أقيمت المباراة فى القاهرة .. اذا بالرجل يتراجع فى أقل من ثانية واحدة عن موقفه الرافض للعب فى برج العرب مؤكدا أن أى شئ لا يعدل اصابة طفل صغير أو تعرض حياته للخطر .
موقف محترم لرجل محترم ينم عن فهم عميق لمعنى أن يكون المرء رجل دولة وينم أيضا عن حب أثير لتراب هذا البلد ما دام نابعا عن صدق وأصالة .
ومن الأمانة أيضا أن أشير للرجل المحترم محمود طاهر رئيس النادى الأهلى الذى وضح أنه ضاق ذرعا ببعض جماهير الألتراس الأهلاوى الذى أخذت عشرات الفرص لكى تعيد صياغة تفكيرها مرة أخرى ولكنها للأسف لم تستثمر هذه الفرص وقد صارت البلطجة منهاجا لها دونما احترام للدولة أو النادى الكبير الذى تنتمى اليه أو حتى احترام لمن سبقوهم فى التجربة وفاقوهم فى التفكير .
طاهر اتخذ القرار المناسب فى الوقت المناسب الذى ان بدا للبعض متأخرا فان القرار تم اتخاذه ونراه تجاوزا فى الوقت المناسب وقد ارتاح ضميره لأنه أعطى الفرصة تلو الأخرى دون جدوى ، بما يعنى أن لا أمل فى هؤلاء القلة التى بكل أسف تشوه الصورة العامة لجماعات الألتراس وتقود الشباب صغير السن قليل الفهم والادراك والتجربة الى الهاوية .
وأشد على يد المهندس محمود طاهر ومجلس ادارته وأقول وأعيد على مسامعه المثل الفرنسى الشهير الذى يقول " أن تأتى متأخرا أفضل من أن لا تأتى على الاطلاق " .
أما المستشار مرتضى منصور فقد حباه الله بكاريزما خاصة جدا جعلته يزداد شعبية ورونقا وجاذبية بعد كل موقف مسئول يتخذه وآخرها الموافقة الفورية على ستاد برج العرب مهما تكن التبعيات طالما أن هذا فى صالح الدولة المصرية التى تعافت أو قل أنها صارت فى الطريق الصحيح نحو التعافى .