المساء
محسن عبد العاطى
الزعل مرفوض -"كريمان".. والفن الجميل
منذ أيام قليلة حضرت ندوة فنية بدار الأوبرا بمناسبة مناقشة كتاب "الفن الجميل" الجزء الأول وتكريم صاحبته الزميلة الناقدة والصحفية كريمان حرك والذي يعتبر بحق أول كتاب في النقد الفني للموسيقي والأوبرا والباليه وجميع الأنشطة التي تقام خصيصا بدار الأوبرا.. وكم كانت سعادتي كبيرة لأسلوب الحوار الهادف والبناء لهذه الندوة والتي أدارها بكفاءة واقتدار الزميل حسن حامد وشاهدها عدد كبير من الدكاترة زين نصار ورشا طموم وإيناس عبدالدايم رئيسة دار الأوبرا وعدد كبير من الفنانين والموسيقيين والخريجين المهتمين بالموسيقي والأوبرا والباليه والموسيقي العربية يتقدم هذه الكوكبة من الفنانين حسن كامي.
واكتملت سعادتي بتفوق جريدة "المساء" عن أي جريدة أخري في الاهتمام بهذه الفنون وقد أشادت رئيسة الأوبرا د. إيناس عبدالدايم وجميع الدكاترة الذين حضروا بفضل الجريدة في تعريف القارئ بهذا الفن من خلالها وهو وسام علي صدورنا جميعا أن تجد أناسا في هذا الزمن الغريب ينسبون الحق لأصحابه.. ورغم أن الندوة أقيمت في وقت صعب وهو وقت لقاء القمة بين الأهلي والزمالك لكني فوجئت بأن هناك أناسا يملأون المقاعد كل تفكيرهم متابعة الندوة حتي نهايتها والتضحية بلقاء القمة.. ولم لا وصاحبة هذا الكتاب تستحق أكثر من ذلك فهي ناقدة موسيقية وكاتبة صحفية تخصصت في مجالات الفنون الرفيعة منذ أكثر من ربع قرن وهي الوحيدة من أبناء جيلها التي أرست دعائم النقد الصحفي القائم علي أسس علمية لهذه الفنون في الصحافة اليومية العربية وحاصلة علي ليسانس لغة عربية بكلية الآداب جامعة القاهرة ودبلوم النقد الفني من المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون ولها العديد من الدراسات والأبحاث العلمية في مجالات الموسيقي المحلية والعالمية والأوبرا والباليه التي شاركت بها في عدد من المؤتمرات العلمية ونشر معظمها في المجلات المتخصصة ولها جهد كبير في مجال دعم النشاط الثقافي بين مصر وبعض الدول الأجنبية وتم تكريمها علي جهودها الريادية في مجال الصحافة والنقد الفني ودورها في تدعيم مسيرة الموسيقي المتطورة في مصر مثل تكريمها في مهرجان الرقص المسرحي الحديث بدار الأوبرا المصرية عام 2010 وفي مهرجان الموسيقي العربية عام 2013 وهي أيضا من عائلة تتميز بالفنون.. وهذا الكتاب يعد بحق مرجعا للدارسين والمهتمين بفن الأوبرا من الشباب خلال السنوات القادمة لأن مؤلفته بذلت فيه جهدا كبيرا نتيجة كفاح طويل وسنوات خبرة بالنقد والتحليل في هذا المجال.. كما أن هذا الكتاب يعتبر نافذة لكل صحفي مبتدئ أن يتصفحه ليعرف أهمية هذا الفن الراقي فمن خلاله عرف القارئ والمشاهد قدر وحجم د. رتيبة الحفني وعبدالحليم نويرة وعمر خيرت وحسن كامي ود. إيناس عبدالدايم وأوبرا "أنس الوجود" و"الناي السحري" و"أوبرا عايدة" وغيرها كما أن مسارح دار الأوبرا وقف علي مسرحها عدد كبير من المطربين والمطربات وقدموا العديد من الحفلات الغنائية بجانب حفلات الموسيقي العربية ويكفي أن التليفزيون المصري كان يقدم برنامجا كل أسبوع تقريبا عن الموسيقي العربية وما تقدمه الأوبرا من نشاط لها طوال العام.
وفي النهاية كتاب "الفن الجميل" جامع شامل لكل الفنون التي تقدم بدار الأوبرا المصرية وجهد كبير من الزميلة كريمان حرك التي فضلت عملها في أغلب الأوقات عن شئون بيتها ووهبت نفسها لتقديم كل معلومة للفن الرفيع علي حساب صحتها وفي دور العالم وأوروبا تحديدا يعرف كل من زار هذه الدول قيمة ومعني دار الأوبرا هناك لأهميتها الكبيرة في نشر الثقافة الفنية والتقريب بين الشعوب المحبة للفن ويقوم المسئولون هناك في دول أوروبا بعمل مزارات للرموز الفنية الأوبرالية ويقف الآلاف لزيارة هذه المزارات من جميع الدول.. نتمني أن نجد متاحف أو بعض المزارات لشخصيات مصرية لمعت وتألقت وقدمت الكثير من فن الأوبرا لبلدها مصر حتي يتسني للأجيال الجديدة معرفة أهمية هذا الفن الرفيع بعد أن ضاع ويضيع التراث الفني وغيره في ظل الحروب المستمرة ببعض الدول العربية ويأخذ معه أيضا كل أنواع التراث والكنوز بهذه الدول ويزرع بدلا منه الإرهاب الأعمي وغياب العقول والفكر والفنون بأنواعها!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف