المساء
هالة فهمى
غد أفضل -يا مصر.. إلي متي!!
كنا شعباً إذا جاع ربط الحزام علي بطنه وصبر وإذا ما تعرضنا للمحن.. مددنا الأكف وتدفأنا ببعضنا.. تحمينا المباديء والقيم.. كان المخطئ فينا يتواري عن العيون خجلاً.. فهو يعلم أنه ليس علي صواب ويحترم كل من حوله علي اختلاف الدين والملل.. فماذا أصابنا؟!
أصبحنا نتربص ببعضنا.. أصبحت الأخلاق سلعة بائرة والحب في الأعياد يباع ويشتري!! ماذا حدث لشعب وصفنا الغرب الثلجي المشاعر بالشعب الدافيء!!
أين كنا.. وكيف أصبحنا.. ولأين نحن سائرون؟
بالأمس سألت نفسي:
ـ هل أصبحنا جميعاً مرضي بالصراخ والعويل والكراهية؟!
ـ هل أصابنا جميعاً مرض الفصام والإزدواج أصبحنا نري كل شيء حولنا بنظرتين؟ ونحكم علي كل شيء بضميرين؟
ـ هل فكرنا جميعاً ما الذي سنتركه لأحفادنا؟!
نترك لهم بلداً مزقته الفتن.. وهن العظم منه وحتي الذكري التي تشدقنا بها "حضارة السبعة آلاف عام" نقطع حجارتها ونبيعها القطعة بخمسة آلاف جنيه!! ما أرخصها من حجارة حين تجوع البطون.. وتسد قروشها القليلة رمق الفقير الجاهل المريض.. والذين تحول عددهم لنسبة مخيفة.. ماذا تفعل الأحلام يا سادتي مع الجوع والفقر والمرض؟!
الجائع لا يعنيه جودة وتطوير التعليم.. ولا صدق الإعلام وخرابه.. ولا هل ازدرت ناعوت الأديان أم لا.. ولا هل السبكي هذا الخرف أهان نساء مصر أم لا.. ولا من اعتدي علي الأطباء وهم يؤدون واجبهم؟! الجائع لا يهمه غير شنطة يخطفها من ذراع امرأة دون ان يميز ربما لا تحمل فيها إلا كل ما تملكه من حطام مرتبها والذي تطعم به صغارها بقية الشهر!! أو أن ينحني جرسون في مكان ما وله زبائن ما ملتقطاً أسورة أحدهم ويحدث نفسه أنها لقيطة رغم يقينه بصاحبتها.. أننا نبيع مع الحضارة الأخلاق والقيم والدين.. أننا نمسخ هذا الإنسان المتدين بفطرته.. الذي استوعبت أرضه الديانات جميعاً.. وعاشت فاطمة وماريكا وراشيل علي أرضه يدفع كل مصري عمره دفاعاً عن عرضهن!! أين كل هذا وأين نحن من كل هذا؟!
والحل.. مؤكد ليس بالبحث عمن يحمل التهمة لترتاح ضمائرنا.. ليس التعليم وحده ولا الإعلام الخائب وحده ولا الأسرة المتفسخة نتيجة الأزمات الاقتصادية وحدها ولا السياسة الداعرة وحدها.. بل كل هذا معاً.. خلطة فساد بنكهة عدونا نثرناها فوق مصر وحصدناها.. كراهية وحقداً وغلاً وحسداً وجوعاً وآفات كثيرة.
من فعل هذا بك يا مصر؟! كل ما ذكرناه سالفاً.. ترانا نفيق.. ترانا نفيق.. ربما فمازال حق الزقزقة مكفول للعصافير وكل يوم هناك فجر جديد.. لنرفع أكفنا ونقول: يا رب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف