خالد السكران
لمن يفهم- إهانة نساء الصعيد .. مسئولية الدولة!!
* قامت الدنيا ولم تقعد منذ نشر جزء من برنامج تليفزيوني علي قناة "CBC" وجه فيه كائن اسمه "تيمور السبكي" الإهانة لأمهاتنا وبناتنا وأخواتنا من نساء صعيد مصر الشريفات. هؤلاء النسوة اللائي يُضرب بهن المثل في الصبر والجلد والعمل والشرف وتربية الأبناء.. وأعتقد أن من بين قُضاة مصر الشرفاء الأجلاء. الآلاف من أبناء الصعيد. كانت للأم الفضل في التربية كتفاً إلي كتف مع الأب. وقدمهم للمجتمع. يتمتعن بأدب جم يحسدن عليه. ولا أعتقد أن هناك مصرياً شريفاً يقبل ما قاله هذا "السبكي".
* هذا الموضوع فتح جرحاً غائراً في النفوس. تسبب فيه حالة الانفلات اللاأخلاقي. في الميديا والوسائل الإعلامية المختلفة. لأننا وافقنا علي إنشاء محطات فضائية وقنوات وصحف بقوانين استثمارية فقط. وليس فيها ما يلزم تلك الكيانات بالآداب والأخلاق. وتركنا "الحبل علي الغارب" لمن يعملون فيها. يقدرون الحريات علي مزاجهم. وتبعاً لأهوائهم وأهواء من يعملون عندهم. وليس في ضوابط العمل في هذه الوسائل من أين ترد مصادر تمويلهم وحجم إنفاقهم؟!.. ومما زاد "الطين بلة" أن تلك الوسائل الإعلامية بذلت الجهد الكبير لإقناع الدولة بإلغاء منصب وزير الإعلام. ونص دستور مصر علي إلغاء هذا المنصب. وقبل أن تصدر هياكل الإعلام ولا القوانين الخاصة به. وبالتالي أصبحنا في حالة من الفراغ التي لا ضابط ولا حاكم لها. وخرج علينا "السبكي" ومن قبله الكثيرون الذين أساءوا إلي شرائح كثيرة من أبناء الوطن وتولي النخبة الذين استولوا علي القنوات الفضائية وخرجوا لنا في كل القنوات يقدمون أفكارهم المسمومة. مرتدين قمصاناً عفا عليها الزمن. ويكذبون معتمدين علي أن الشعب المصري مصاب بداء النسيان. وهذا من وجهة نظرهم الضيقة فقط. فالشعب المصر لديه القدرة علي فرز "الصالح من الطالح" ويشاهد بعض البرامج ومن يقدمونها كما يشاهدون "الأراجوز" للتسلية والضحك فقط. ولم يعد يدهشهم أن الضيوف خبراء أو دكاترة ومتخصصون.
* من هذا المنطلق فإن المطالبة بتغيير المادة الواردة في الدستور بإلغاء منصب وزير الإعلام أمر يجب أن يتبناه النواب في المجلس الموقر. وأن تكون مهمته هي قيادة المنظومة الإعلامية. وتفعيل القوانين التي ستصدر بشأنها. يكون "ليدر" ينسق بين هذه الوسائل. لا يقصف قلماً ولا يُكمم فماً. ولا يحجر علي فكر أو رؤية. طالما كان الأمر لا يسيء إلي الوطن. أو أي فئة من أبنائه. ويتخذ القرار المناسب وفقاً لما سيقر من قوانين ويفصل الاشتباكات التي قد تحدث بين هذه المؤسسات والوسائل الإعلامية وأيضاً نحن لا نريد وزير إعلام "يده حنينة" يضرب من يخطئ علي يده بنظام "عيب ما تعملش كده تاني يا خلبوص" أو من يخرج علينا في برنامج يسيء إلي أبناء مصر الشرفاء. أو يقول له "سأضع لك شطة علي لسانك".. وأيضاً لا نريد وزيراً للإعلام رجعياً يحارب الفكر الحديث والتطور. وما يحدث في العالم من حولنا. وكان في مصر وزراء إعلام أصبحوا المثل والقدوة في عالمنا العربي. وحملوا لواء التنوير في البلاد ومنهم د.عبدالقادر حاتم. ود.جمال العطيفي. ود.أحمد كمال أبوالمجد. وصفوت الشريف. وله ما له وعليه ما عليه.. لكنه بذل جهداً. وفي عهده نشأت الكثير من القنوات الفضائية والصحف والمجلات. وأنتجت في عهده مسلسلات تليفزيونية وأفلام سينمائية انتقدت الدولة وقياداتها.. نريد وزيراً للإعلام غير مرتعش اليد. جريء. يستفيد من أخطاء سابقيه. ويشكل مجموعة عمل تساعده علي النجاح.
* أؤكد أن وزير الإعلام مطلب مهم ولنا في قيادة وزارة الشباب المثل والقدوة. فالوزارة معنية بالرياضة. وأنشطة الشباب والأندية. لها لوائحها. ولمراكز الشباب لوائحها. وللاتحادات لوائحها. وللجنة الأولمبية لوائحها.. ولكن وزير الشباب هو "الليدر" الذي يقود هذه المنظومة يفصل ما بينها في حالة الخلاف ويتدخل إذا حدثت مشكلة ويرعي النجاح ويسانده ويدير المنظومة بما فيه مصلحة شباب مصر وسياسة الدولة ونحن في حاجة إلي وزير إعلام بهذه المواصفات. ومن هنا نؤكد أن الإساءة لنساء الصعيد مسئولية الدولة ولا أحد سواها. حيث ينبغي عليها وهي المسئولة عن كل الشعب أن تتخذ من القرارات والضوابط كل ما فيه مصلحة للبلاد. حتي ولو كان ذلك بتغيير مادة من مواد الدستور الذي وضع لينظم الحياة في مصر ويخدمنا ونحن لسنا خدما أو عبيدا لهذا الدستور.